ناصر عبد الحميد: "فات الميعاد" دراما واقعية بملامح من حياتنا اليومية| فيديو

أكد السيناريست ناصر عبد الحميد أن مسلسل "فات الميعاد" اعتمد منذ البداية على تقديم شخصيات واقعية ومتشابكة، تنتمي لشرائح اجتماعية مختلفة، مع مراعاة أن تكون اللغة الحوارية منضبطة وتعكس طبيعة كل شخصية دون الوقوع في التكرار أو الابتذال.
وأوضح ناصر عبد الحميد، خلال حواره في برنامج "إكسترا نيوز"، أن الرهان الأساسي في العمل كان على منطقية الحوار، قائلاً: "كنا حريصين إن كل جملة تُقال تبقى طالعة من قلب الموقف والشخصية.. مش محفوظة ولا مصطنعة"، مضيفًا أن هناك جملًا أصبحت مستهلكة في السوق الدرامي، ولذلك تم العمل على أن تكون كل كلمة جزءًا من لحم الشخصية وروحها.
"عبلة" شخصية متسقة
تحدث ناصر عبد الحميد، عن شخصية "عبلة"، إحدى أبرز شخصيات المسلسل، مؤكدًا أن بعض المشاهدين أساؤوا فهمها، وظنوا أنها تسعى إلى تبرير الخطأ وتحويل الباطل إلى حق، في حين أنها، من وجهة نظره، شخصية مسؤولة تتعامل بمنطق الأم الحامية لأسرتها.
وقال ناصر عبد الحميد: "عبلة مش بتلفق ولا بتغطي على أخطاء، هي شايفة نفسها بتحافظ على استقرار العيلة، وبتشتغل من منطلق المسؤولية.. هي شخصية متسقة مع نفسها جدًا"، مضيفًا أن أقوى مشاهدها كان أثناء محاولتها إقناع ابنتها "شيخة" بقبول زواج زوجها من أخرى، منطلقة من قناعة بأن الكرامة أغلى من المال، وهو ما كشف بوضوح عن تركيبة عبلة النفسية.
كتابة جماعية عمّقت الشخصيات
كشف ناصر عبد الحميد أن عملية الكتابة مرّت بعدة مراحل نقاشية جماعية بين أعضاء فريق التأليف، وكانت هذه المناقشات ضرورية لتعميق فهم كل شخصية وتطويرها بشكل منفصل، قائًلا: "كنا دايمًا بنرجع لشخصيات حقيقية حوالينا.. من أهلنا أو جيراننا أو ناس شفناهم.. فده خلى المسلسل يطلع حقيقي وقريب من الناس".
وأوضح ناصر عبد الحميد أن الفكرة لم تكن مجرد نسخ من الواقع، بل استلهام التجارب الإنسانية المعاشة وتقديمها بأسلوب درامي يحمل الصدق، مؤكدًا أن المشاهد شعر بواقعية العمل لأن كل شخصية تشبهه أو تشبه أحدًا يعرفه.
خروج عن النمطية
أكد ناصر عبد الحميد أن مسلسل "فات الميعاد" لم يسعَ إلى تقديم دراما تقليدية أو نمطية، بل كان الهدف هو صناعة عمل إنساني يعكس الحياة اليومية بكل ما فيها من صراعات، وحب، وألم، وقرارات صعبة.
وقال ناصر عبد الحميد: "النجاح الحقيقي للمسلسل إن الناس صدقته.. صدقوا الشخصيات، وحسّوا إنهم بيتفرجوا على حياتهم في مراية الدراما"، مشيرًا إلى أن هذا هو جوهر الدراما الاجتماعية الجيدة، أن تلامس الواقع وتثير الأسئلة، لا أن تقدم الإجابات الجاهزة.

دراما تنحاز للإنسان قبل كل شيء
في نهاية حديثه، شدد ناصر عبد الحميد على أن مسلسل "فات الميعاد" كان محاولة حقيقية لصناعة دراما تنحاز للإنسان، وتعبّر عنه من دون تصنع أو افتعال، مؤكدًا أن الصدق الفني هو أساس النجاح، لا البهرجة أو الصيغ الجاهزة.
واختتم ناصر عبد الحميد قائلًا: "الناس مش بتدور على قصص خرافية.. بتدور على اللي يحس بيهم، وده اللي حاولنا نعمله".