عاجل

أستاذ علاقات دولية: الشعب السوري يرفض التدخل الإسرائيلي ويتمسك بوحدة الدولة

التدخل الإسرائيلي
التدخل الإسرائيلي في الشأن السوري

أكد الدكتور عبد القادر عزوز، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة دمشق، أن الإعلان الأخير عن اتفاق وقف إطلاق النار لقي ارتياحًا شعبيًا واسعًا في مختلف المناطق السورية، واصفًا إيّاه بأنه "مدخل حقيقي لوقف نزيف الدماء، وتهيئة المناخ للجلوس على طاولة حوار وطني جامع وشامل".

وفي مداخلة عبر قناة القاهرة الإخبارية، شدد عزوز على أن هذا التوجه يحظى بدعم شعبي واسع، يقابله رفض قاطع لأي شكل من أشكال التدخل الإسرائيلي في الشأن السوري، لافتًا إلى أن الاعتداءات المتكررة التي تنفذها إسرائيل على الأراضي السورية، سواء على المرافق الحيوية أو البنى التحتية المدنية والعسكرية، تُعد انتهاكًا صارخًا للسيادة السورية.

الإرادة الوطنية هي الضامن الأساسي

أوضح عزوز أن الضمانة الحقيقية لنجاح واستمرار الاتفاقات الحالية، تكمن في "الإرادة الوطنية الصادقة لدى كل مكونات المجتمع السوري"، بعيدًا عن أي رهانات إقليمية أو دولية تسعى إلى تقسيم البلاد أو تأجيج النزعات الطائفية.

وأشار إلى أن الدولة السورية، وفقًا للدستور والقانون، هي الجهة الوحيدة المخولة باستخدام القوة في إطار السيادة الوطنية، ولكن في سياق يحترم مبادئ الحوار الوطني المؤسسي، الذي يُعد الطريق الوحيد نحو السلام والاستقرار.

مخاطر الفوضى والقوى الخارجة عن القانون

وحذر عزوز من أن أي خروج عن إطار الدولة أو ظهور قوى مسلحة خارج القانون يمثل تهديدًا مباشرًا لوحدة وسلامة الأراضي السورية، مؤكدًا أن استمرار هذه الظواهر يعرقل جهود الاستقرار ويخدم أجندات خارجية.

مضيفا:" نحتاج اليوم إلى التزام واضح بمأسسة الحوار الوطني، ليس كخيار تكتيكي بل كاستراتيجية دائمة، تُبنى على أسس المصالحة والعدالة والسيادة."

ضرورة الموازنة بين الحزم والمرونة

وحول كيفية التعامل مع حالة التوتر في السويداء، أشار الدكتور عزوز إلى وجود معضلة حقيقية تتطلب مقاربة ذكية تقوم على التوازن بين استخدام القوة الخشنة والمرونة السياسية، في إطار ما وصفه بـ"القوة الذكية"، والتي من شأنها أن تحقق نتائج إيجابية تلبي تطلعات المواطنين وتحفظ استقرار البلاد.

وأوضح أن التعامل الخشن مع بعض الأطراف في السويداء قد تكون له تكاليف باهظة، في حين أن الإفراط في المرونة قد يشجع توجهات انفصالية أو يعزز أجندات خارجية، مشددًا على أن المخرج يكمن في المقاربة المتوازنة التي تدمج بين الحوار والردع.

وأكد أن أي الحلول الناجعة لا بد أن تستند إلى مسؤولية جماعية والتزام مشترك بعدم الانجرار وراء الخطابات المتشنجة أو التجييش الطائفي، داعيًا إلى التعامل مع الحالات الخارجة عن القانون باعتبارها ظواهر جنائية يجب معالجتها بحكمة وعدالة، بعيدًا عن التسييس.

الحوار هو الخيار الوحيد لتجاوز الأزمة

وفي ما يخص الاتفاقات التي تم توقيعها، ولا سيما اتفاق مايو الماضي، أوضح الدكتور عزوز أن فشل بعضها في تحقيق نتائج ملموسة لا يعني التخلي عن خيار الحوار، بل على العكس، هو الدافع لمزيد من العمل على تعزيز المسارات التفاوضية، وتصحيح آليات التنفيذ وتحييد الأطراف التي تسعى لإفشال التفاهمات.

ونوه إلى أن بعض المجموعات المرتبطة بالشيخ حكمت الهجري ترفض التعامل مع هذه المبادرات، لكنها لا تمثل كافة الأطياف في السويداء، ما يستدعي التفريق بين من يسعى للحوار ومن يعمد إلى العنف والتخريب.

وأكد في ختام حديثه أن المرحلة الانتقالية التي تمر بها سوريا تتطلب تعاملاً مسؤولًا واتزانًا عاليًا في القرارات، مشددًا على أن الخيار العسكري لا يجب أن يكون هو الأساس، بل لا بد من تقديم الحلول السياسية والاجتماعية التي تحترم الخصوصية السورية وتراعي المخاوف المحلية.

تم نسخ الرابط