الأزهر يدين العدوان الصهيوني على سوريا.. ويحذر أبناء الشعب من ويلات الفرقة

أدان الأزهر الشريف بأشد العبارات، العدوان الصهيونيَّ الذي استهدف سوريا، والذي يعكس أجندةَ الاحتلال في إشاعة الفوضى وعدم الاستقرار، وانتهاكاته المتكررة في حق دول المنطقة وشعوبها، لجرِّ المنطقة بأكملها إلى حافة الانفجار، بما يحقق أهدافه في التوسع في الاستيلاء على الأراضي واحتلال مساحات أكبر، في ظل صمتٍ دوليٍّ معتاد، وانتهاكٍ صارخٍ للقانون الدولي والإنساني.
الأزهر يدين العدوان الصهيوني على سوريا
ويُذَكِّر الأزهر السوريين أن قوةَ بلادهم في اتحادهم على تنوعهم، وقدرتِهم على التعايش الإيجابي مع اختلاف أديانهم وطوائفهم، مطالبًا الجميع بالتيقظ لمحاولات بث الفرقة والفتن الطائفية لتحقيق أجنداتٍ صهيونية لتقسيم سوريا، ضمن مخطط أكبر لتحويل المنطقة بأكملها إلى ساحةٍ للحروب وبؤرةٍ مستدامةٍ للصراعات.
والأزهر إذ يدعو السوريين للتمسك باستقرار سوريا والحفاظ على وحدة أراضيها، فإنه يتضرع إلى المولى عز وجل أن يحفظ الشعبَ السوريَّ من كل مكروهٍ وسوء، وأن يجمع كلمتهم ويوحِّد صفوفهم، ويَدرَأ عنهم الفتن والمخططات الشريرة، وأن يرزق سوريا وسائر بلاد العرب والمسلمين الاستقرار والأمن والتقدم والرخاء.
الأزهر يُدينُ جريمة هانوفر الإرهابيَّة.. ويشدِّد على ضرورة التَّصدي للإرهاب الأبيض والعنف ضد المسلمين في أوروبا
الأزهر يشدِّد على ضرورة التصدي لإرهاب اليمين المتطرف عقب اغتيال طالبة جزائرية في ألمانيا
كان أدان الأزهر الشريف بأشد العبارات، الحادث الإرهابي الذي استهدف الطَّالبة الجزائرية رحمة عياط في مدينة هانوفر الألمانية، الذي نفذه إرهابي يميني ألماني.
ويشدد الأزهر على ضرورة التصدي بكل حزم لإرهاب اليمين المتطرف والقوميَّة البيضاء الجديدة، التي تشكل تهديدًا متصاعدًا للمسلمين واللاجئين في أوروبا، مع وضع تشريعات قانونيَّة رادعة لهذه الممارسات الإرهابيَّة.
والأزهر إذ يدين هذا العمل الإرهابي البغيض، فإنه يتقدَّم بخالص العزاء والمواساة لأسرة الطالبة رحمة عياط، داعيًا المولى عز وجل أن يتغمدها بواسع رحمته، وأن يلهم أهلها وذويها الصبر والسلوان.
الأزهر يواجه التطرف بـ10 إصدارات في معرض مكتبة الإسكندرية للكتاب
في مشهد ثقافي لافت يعكس حضور الأزهر الشريف الفكري والإنساني، شارك جناح الأزهر في معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب في نسخته العشرين، بعشرة إصدارات فكرية وعلمية جديدة، جاءت لتضع الشباب في مواجهة حقيقية مع الفكر المتطرف، وتكشف زيف دعاوى الجماعات المتطرفة، وتؤكد في الوقت ذاته رسوخ قيم الوسطية والاعتدال في المنهج الأزهري.
ولم تكن هذه المشاركة مجرد عرض للكتب، بل تمثّلت في رؤية استراتيجية متكاملة ينتهجها الأزهر، لمواجهة الفكر المنحرف بالفكر المستنير، عبر تحليل عميق لمخاطر التطرف على السلم المجتمعي والعالمي، وطرح سبل المواجهة من خلال الفهم الصحيح للنصوص الدينية، وفضح الخطابات المحرّضة التي تزرع الكراهية وتنشر ثقافة العنف.
وتنوّعت الإصدارات المشاركة ما بين مؤلفات علمية وتحليلية، كان من أبرزها كتاب "الغلو والتطرف" الصادر عن مجمع البحوث الإسلامية، إلى جانب مجموعة من الكتب الصادرة عن مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، منها: "صناعة التطرف"، و"النساء في صفوف التنظيمات المتطرفة"، و"التطرف الإلكتروني"، و"التطرف وملامح الشخصية المتطرفة"، و"اليمين المتطرف ودوره في إذكاء خطاب العنصرية"، وجميعها تمثل محاولة فكرية جادة لقراءة الظاهرة من زوايا متعددة؛ دينية واجتماعية ونفسية.
وعلى اتساع المعالجة الفكرية، لم تغفل هذه الإصدارات البعد الإنساني، إذ عملت على تعزيز مفاهيم المواطنة والتعايش السلمي، وتأكيد القيم العليا في الإسلام كالسلام والرحمة والعدل والمساواة، لتشكل بذلك حائط صد أخلاقي وفكري ضد دعوات التشدد والانغلاق.
ومن خلال هذه المشاركة المتنوعة والغنية، يواصل الأزهر أداء رسالته الممتدة عبر القرون، كمنارة للعلم ومصدر إشعاع حضاري وثقافي، يعمل على صون الهوية، وبناء وعي مجتمعي راسخ يقوم على المعرفة، والانفتاح، والحوار.