عاجل

جمال عبدالجواد: الولايات المتحدة لم تعد قادرة على تحمل أعباء النظام الدولي

جمال عبد الجواد
جمال عبد الجواد

أكد الدكتور جمال عبد الجواد، أستاذ العلوم السياسية والمفكر السياسي، أن النظام الدولي يشهد تحولًا جذريًا غير مسبوق، حيث تنقلب الدولة التي كانت حجر الزاوية في تأسيس النظام العالمي الحالي على الدور الذي كانت تلعبه، وتبدأ في تقليل التزاماتها تجاهه.

إعادة تقييم

وأوضح عبد الجواد، في حوار خاص مع الإعلامية د. منة فاروق ببرنامج "ستوديو إكسترا" على قناة "إكسترا نيوز"، أن الولايات المتحدة الأمريكية، التي تحملت مسؤولية قيادية ودفاعية في عدة مناطق حول العالم عقب الحرب العالمية الثانية، باتت تعيد تقييم هذا الدور، مشيرًا إلى أن واشنطن وصلت إلى قناعة بعدم قدرتها على الاستمرار في تحمل التكاليف الباهظة المترتبة على هذا الالتزام.

تأسيس نظام حرية التجارة الدولي

وأضاف أن الولايات المتحدة كانت القوة المحركة وراء تأسيس نظام حرية التجارة الدولي، حيث أتاح السوق الأمريكي الفرصة للدول الأخرى للتصدير بجمارك منخفضة، ما ساعد على تعزيز نموها الاقتصادي. لكن مع تغير المعطيات، أصبحت واشنطن ترى أن بعض الدول، وعلى رأسها الصين ودول أوروبا الغربية، استفادت بشكل غير متناسب من هذا النظام، في حين انخفضت نسبة مساهمتها في نفقاته.

وأشار عبد الجواد إلى أن صعود الصين كمنافس اقتصادي وسياسي قوي، فضلاً عن استفادة أوروبا الغربية من مظلة الحماية الأمريكية مع تقليل إنفاقها العسكري، يوضحان كيف تغيرت موازين القوى الدولية، مما دفع الولايات المتحدة للمطالبة بأن تتحمل الدول المستفيدة تكاليف النظام الحالي بدلاً من تقديم خدمات مجانية دون مقابل.

إعادة تشكيل النظام الدولي

وأبرز المفكر السياسي أن هذه التحولات تؤدي إلى إعادة تشكيل النظام الدولي، حيث تتجه الولايات المتحدة إلى تخفيض مشاركتها في التحالفات والالتزامات الدولية، ما قد يفتح الباب لتغييرات كبيرة في توازن القوى العالمية خلال السنوات المقبلة.

واختتم حديثه بالتأكيد على أن هذه المرحلة الجديدة من النظام الدولي تتطلب من الدول المختلفة إعادة النظر في استراتيجياتها الخارجية، وتعزيز قدراتها الذاتية لمواجهة التحديات القادمة في ظل هذا الواقع المتغير.

جوهر الصراعات

وفي وقت سابق، أكد الدكتور جمال عبد الجواد، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن جوهر الصراعات الحالية في منطقة الشرق الأوسط يتلخص في الصراع بين مشروع الدولة الوطنية، الذي رفعته مصر على مدار سنوات طويلة، وبين تيارات فكرية وسياسية تسعى لإعادة إنتاج أنماط ما قبل الدولة الحديثة.

تم نسخ الرابط