عاجل

خبير إقليمي: واشنطن منحت «الضوء الأخضر» لإسرائيل للتدخل في سوريا

التصعيد الإسرائيلي
التصعيد الإسرائيلي في سوريا

أكد كرم سعيد، خبير الشؤون الإقليمية أن التصعيد الإسرائيلي في سوريا لم يكن ليتم لولا وجود "ضوء أخضر أمريكي"، مشيرًا إلى تغيرات جوهرية في السياسة الأمريكية تجاه الملف السوري، لا سيما عقب لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع أحمد الشرع، والإعلان عن رفع بعض العقوبات المفروضة على دمشق.

 الموقف الأمريكي شهد تحولات 

وأوضح أن الموقف الأمريكي شهد تحولات تتعلق أيضًا بالدعم السابق لقوات قسد، حيث تراجع بشكل ملحوظ، مقابل تشديد على وحدة الأراضي السورية، ما يفتح الباب أمام إسرائيل للتحرك بغطاء سياسي ضمني من واشنطن، لا سيما في ظل إدارة أمريكية داعمة لإسرائيل على طول الخط.

أهداف إسرائيلية داخلية وإقليمية وراء التصعيد

وأشار كرم سعيد إلى أن التصعيد الإسرائيلي مرتبط أيضًا باعتبارات داخلية في إسرائيل، حيث تسعى حكومة نتنياهو إلى إشعال مزيد من الجبهات العسكرية كوسيلة لصرف الأنظار عن الفشل العسكري في غزة، ومراكمة مكاسب سياسية داخليًا.

وأكد أن تل أبيب ترى في الوضع السوري فرصة نادرة لتوسيع نفوذها، ليس فقط سياسيًا بل أيضًا جغرافيًا، مستغلة حالة الانقسام والطائفية السائدة، وضعف النظام، لفرض وجود دائم في الجنوب السوري، في إطار تنافس إقليمي مع تركيا وإيران.

مخططات مسبقة وتحضيرات طويلة المدى

وفي ختام حديثه، نوه الخبير الإقليمي إلى أن ما نشهده اليوم ليس وليد اللحظة، بل هو جزء من خطة إسرائيلية معدة سلفًا، استغلت فيها إسرائيل لحظة سقوط النظام السوري في ديسمبر 2024، وظهور هيئة تحرير الشام، لتوسيع دورها في الداخل السوري.

وأكد أن التصريحات المتناقضة من المسؤولين الإسرائيليين بين الحديث عن تطبيع محتمل والتصعيد العسكري ليست إلا أدوات لتضليل الرأي العام وتغطية على الأهداف الفعلية التي تسعى إسرائيل لتحقيقها من خلال توازن القوة بالقوة، ومن خلال الضغط المباشر على النظام السوري في لحظات ضعفه.

 

نوايا تطبيع ومخاوف من النفوذ التركي

وأكد الخبير الإقليمي أن التصعيد يتزامن مع محاولات إسرائيلية للترويج لإمكانية التطبيع مع النظام السوري، وهو ما ظهر في تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي الذي تحدث عن إمكانية استثمار اتفاقية فك الاشتباك لعام 1974 كأرضية لبناء علاقات مستقبلية بين دمشق وتل أبيب.

ونوه إلى أن هذه المحاولات تترافق مع قلق متصاعد في إسرائيل من توسع النفوذ التركي داخل سوريا، خصوصًا بعد أن لعبت أنقرة دورًا محوريًا في دعم حكومة الشرع وتقديم مساعدات اقتصادية ومجتمعية، خاصة في ملف الطاقة والغاز، وهو ما تعتبره إسرائيل تهديدًا مباشرًا لتوازن القوى في الداخل السوري.

تم نسخ الرابط