نبيلة عبيد تستغيث: لو فقدت شقتي ممكن أموت.. فيها ريحة أمي وتاريخي

وجهت الفنانة نبيلة عبيد نداءً مؤثرًا وعلنيًا عبر مداخلة هاتفية في برنامج "الستات" المذاع على قناة النهار، ناشدت فيه الجهات المعنية التدخل لإنقاذ شقتها التي تسكنها منذ سنوات طويلة بمنطقة جامعة الدول العربية، والتي باتت مهددة بالإخلاء بسبب التعديلات في قانون الإيجار القديم.
نبيلة عبيد، التي اعتادت أن تتحلى بالتفاؤل والابتسامة، خرجت عن صمتها لأول مرة لتقول بصراحة مؤلمة: "لو راحت مني الشقة دي.. ممكن أموت"، كلمات صادقة خرجت من القلب، تعكس ما تمثله هذه الشقة لها من مشاعر وانتماء وذكريات عمر كامل.
ريحة أمي .. وتاريخ فني
وأوضحت نبيلة عبيد، خلال المداخلة، أن الشقة لم تكن فقط مكانًا للإقامة، بل هي بمثابة أرشيف فني ووجداني لحياتها، قائلة: "أنا لما بفتح باب الشقة بشم ريحة أمي، اللي عاشت معايا فيها.. أنا لا اتجوزت ولا خلفت، وكانت أمي هي شريكة حياتي."
وأكدت نبيلة عبيد أن داخل الشقة توجد كل مقتنياتها من صور ومجلات وملابس شخصياتها السينمائية، من "الراقصة والسياسي" إلى "الراقصة والطبال" وسائر أفلامها التي صنعت مجد السينما المصرية، مضيفًا: "كل فستان لبسته في فيلم موجود.. كل صورة اتصورتها مع فنان أو في لقاء تلفزيوني.. كل الذكريات الحلوة دي عايزة أسيبها للأجيال الجاية."
تحويل الشقة إلى متحف فني
كشفت نبيلة عبيد عن نيتها في تحويل الشقة إلى متحف فني مصغر، يحمل اسمها ويوثق مسيرتها الفنية الطويلة، مشيرة إلى أن الجمهور هو الأحق بالإرث الفني الذي تحتضنه تلك الجدران، وليس من العدل أن تضيع هذه الذكريات. "أنا ضحيت بعمري كله علشان الفن.. وأتمنى يكون ده مكاني بعدي، مكان ييجي فيه الناس يشوفوا تاريخي ومشواري."
قلق من المصير المجهول
وعن إمكانية شراء الشقة، أوضحت نبيلة عبيد أنها عرضت شراءها من الملاك، إلا أنهم لا يفكرون في البيع بسبب تقسيم الورثة وغياب التوافق بينهم، مشيرة إلى أنها لم تتلق طلبًا بالإخلاء حتى الآن، لكنها تعيش حالة من القلق الشديد بسبب الحديث المتصاعد حول تعديل قانون الإيجار القديم.
وأضافت نبيلة عبيد: "أنا مش ضد زيادة الإيجار، بس نفسي الشقة دي تفضل موجودة.. فيها كل حاجة بتفكرني بأمي وبتاريخي."
اختتمت نبيلة عبيد رسالتها بنداء للمسؤولين، قالت فيه: "أتمنى يسيبوني أترك أثر كويس، زي ما تركت بصمة في السينما من أول يوم لحد النهاردة.. الشقة دي مش ملكي، دي ملك للناس، ملك للتاريخ، وتستحق تبقى مكان لزيارة محبي الفن."

مطالبة بالحفاظ على التراث الفني
وتفاعل الجمهور بشكل واسع مع استغاثة الفنانة القديرة، معربين عن تعاطفهم الكامل، ومطالبين الدولة والجهات الثقافية بدراسة حالتها، وتحقيق رغبتها في حفظ هذا الإرث الذي يمثل جزءًا مهمًا من تاريخ السينما المصرية.
نبيلة عبيد ليست مجرد فنانة، بل رمز وطني، وشقتها ليست جدرانًا وأسقفًا، بل حافظة لذاكرة وطن وأجيال، تتطلب منّا جميعًا الوقوف إلى جانبها من أجل الحفاظ على تراثها الإنساني والفني.