سائق "توك توك" يعيد مليون و200 ألف جنيه لصاحبها بالعياط

جسّد سائق "توك توك" أسمى معاني الأمانة، عندما عثر على مبلغ مليون و٢٠٠ ألف جنيه داخل حقيبة، إلا أنه أعاد المبلغ إلى صاحبه، ورفض الحصول على أي مكافأة منه.
حياة صعبة
على الرغم من كونه سائق "توك توك"، وشابًا بسيطًا يعيش حياة قاسية، يحصل على قوت يومه يومًا بيوم، إلا أن تصرفه أثبت أن الأمانة لا تُقاس أبدًا بالفقر أو الغنى، بل هي أخلاقيات يتربى عليها الإنسان منذ طفولته. ففي الوقت الذي ينتشر فيه انطباعٌ سيئ عن سائقي "التوك توك"، جاء تصرف الشاب، توبة دياب، ليؤكد أن هذا الانطباع لا يجب تعميمه على الجميع.
لحظة العثور على الحقيبة
وكعادته كل يوم، خرج الشاب توبة دياب رضوان، للعمل بـ"التوك توك" الخاص به، في إحدى قرى العياط، سعيًا وراء رزقه، لتوفير أبسط احتياجات أطفاله الصغار. وأثناء سيره، عثر على حقيبة على جانب طريق مصر – أسيوط الزراعي، فتوقف ليفتحها، فوجد بداخلها مبلغًا ماليًا كبيرًا. انتظر قليلاً لعلّ صاحبها يعود للبحث عنها، إلا أن أحدًا لم يحضر، فقام بأخذ الحقيبة معه.
أمانة رغم الحاجة
وعلى الرغم من حاجته الشديدة للمال، إلا أن عثوره على حقيبة تحتوي على مبلغ مليون و٢٠٠ ألف جنيه، لم يُغرِه بالاحتفاظ بها. لم يعرف من صاحبها، أو من فقدها، ومع أن هذا المبلغ كان كفيلاً بحل جميع مشكلاته المالية، إلا أن ضميره وأمانته غلبا احتياجاته.
البحث عن صاحبها
قام "توبة" بكتابة منشورات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يُعلن فيها عثوره على مبلغ مالي كبير، على أمل أن تصل لصاحبها. وكرر المنشور أكثر من مرة، بل إنه عاد مرة أخرى إلى مكان العثور على الحقيبة، وسأل المارة عمّا إذا فقد أحدهم مبلغًا كبيرًا، حتى انتشر الخبر على نطاق واسع.
عودة المال لصاحبه
تمكن "توبة" بالفعل من الوصول إلى صاحب الحقيبة، والذي أدلى بأوصاف دقيقة لها، وذكر المبلغ الموجود بداخلها، وهو مليون و٢٠٠ ألف جنيه. وتبيّن أن صاحب الحقيبة تاجر وصاحب مزرعة، لم يكن يتخيل أن المبلغ سيعود إليه يومًا. وعندما استلم الحقيبة من توبة، عرض عليه مكافأة مالية تقديرًا لأمانته، إلا أن الأخير رفض، معتبرًا ما قام به واجبًا أخلاقيًا، وهو ردّ الحقوق إلى أصحابها.