حقيقة صورة الدبابة المغلفة المتداولة تثير سخرية مستخدمي مواقع التواصل

تداول بعض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، صورة الدبابة المغلفة من طراز T-62، والتي تم تغليفها أثناء إحدى المعارك، حيث يعتقد كثيرون أن المعركة كانت في قطاع غزة مع عناصر المقاومة الفلسطينية وأنها دبابة إسرائيلية نجح المقاومون الفلسطينيون في تغليفها، ليعرب المستخدمين عن سخريتهم قائلين :" الدبابة الإسرائيلية اتحجبت".
لكن مع الفحص كشف موقع نيوز روم حقيقة الدبابة التي تم تداولها وأثارت اهتمامًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ثبت أن هذه الصورة ليست إسرائيلية والمعركة لم تكن في قطاع غزة، بل دبابة روسية قديمة من طراز T-62 أثناء إحدى المعارك مع القوات الأوكرانية في تقرير نشرته مجلة فوربس الأمريكية عام 2023.
تفاصيل الدبابة الروسية وسبب تغليفها
ذكرت مجلة فوربس في تقريرها أنه القوات الروسية شرعت في أوكرانيا بتعديل دباباتها القديمة من طراز T-62 عبر تغليفها بالكامل بدروع شبكية معدنية، بدءًا من الجنزير وحتى البرج، في محاولة لتعزيز حمايتها.
وظهر هذا التعديل اللافت في مقطع فيديو التي بدت الدبابة أشبه بمركبة ضخمة محدودة الحركة، تفتقر إلى القدرة على المناورة مقابل الحصول على حماية نسبية ضد هجمات المسيّرات الصغيرة المفخخة.
ورأي مراقبون أن هذا النوع من التحصين يعكس إدراك موسكو لخطر المسيّرات الرخيصة والموجهة عن بُعد، والتي تسببت في تدمير مئات المركبات المدرعة لدى طرفي الحرب المستمرة منذ 21 شهرًا.
وقد كانت هذه الطائرات من دون طيار، التي لا يتجاوز سعر الواحدة منها 5,000 دولار، مسؤولة عن ضرب دبابات غربية متطورة، مثل "ليوبارد 2" و"تشالنجر 2" على الجبهات الأوكرانية.
وبحسب التقديرات، فإن مدى معظم هذه المسيّرات لا يتجاوز عدة كيلومترات، ما يجعلها سلاحًا قاتلًا في الخطوط الأمامية حيث تتطلب المعارك حركة سريعة وغطاءً مستمرًا.
لكن تغليف الدبابات بدروع بهذا الحجم يحد من قدرتها على الدوران والمناورة والاختباء في التضاريس الوعرة، ما يجعل استخدامها في الخطوط الأمامية غير عملي.
ورغم ذلك، فإن دبابات T-62، التي أعيد تفعيلها بكثافة منذ صيف 2022 لتعويض الخسائر المتزايدة في الآليات الحديثة لا يتم استخدامها كدبابات هجومية، بل كمساندة نارية بعيدة المدى، فبفضل قدرتها على رفع زاوية إطلاق النار، يمكن استخدامها كمدافع ميدانية لضرب أهداف على مسافات تصل إلى نحو 8 كيلومترات، وإن كانت بدقة محدودة.
ويبدو أن تغليف هذه الدبابات القديمة بالدروع الشبكية يهدف إلى تحصينها خلال تمركزها في خطوط خلفية قريبة من مدى المسيّرات، لكنها تبقى مهددة مقارنة بمدافع الهاوتزر الحديثة التي تتميز بمدى يتجاوز 15 كيلومترًا، ما يجعلها في مأمن نسبي من المسيّرات الانتحارية.