عاجل

"رسمت والدتي بأدوية السرطان:هبة حسام لـ"نيوزرووم"أسعاد يونس أخرجتها من مسابقة

هبة حسام الدين الفنانة
هبة حسام الدين الفنانة التشكيلية

رسمت والدتها بأدوية السرطان، فأبهرت الجمهور واستبعدوها من المسابقة لإعجاب لجنة التحكيم الشديد بلوحتها، هذه ليست بداية قصة خيالية، بل هي محطة حقيقية في حياة الفنانة التشكيلية المصرية هبة حسام، التي جمعت بين الألم والإبداع، وصنعت من الحزن عملًا فنيًا ناطقًا بالحب.

ترويها لـ"نيوزرووم" بكل تفاصيلها ، ونغوص في رحلة فنانة شابة، بدأت من مقاعد المدرسة، ووصلت إلى لوحات في مسلسلات درامية، ورسومات تزيّن بيوت الفنانين، وتلهم جمهورًا واسعًا من الموهوبين الحالمين.


البداية من المدرسة.. واكتشاف الموهبة

منذ الطفولة، كانت هبة حسام مختلفة، تروي قائلة: "كنت أرسم في المدرسة، والمدرسين يعرضوا رسمي على باقي الفصول، وكانوا ينادوا المدرسين التانيين يشوفوا رسمي، من وقتها عرفت إن في حاجة جوايا مش عادية"، تنتمي هبة لعائلة تعشق الفنون، وإن لم تكن "فنية" بالمفهوم التقليدي، إلا أن الفن يسري في دمائها؛ من الغناء إلى الكتابة والرسم.

حلم الالتحاق بكلية فنون جميلة كان واضحًا في ذهنها، وسعت إليه بكل ما أوتيت من شغف، ونجحت فعلًا في تحقيقه، وتخرجت ضمن أوائل دفعتها، متخصصة في قسم التصوير الزيتي، لتبدأ رحلتها الحقيقية.

من "لتطفئ الشمس" إلى بيوت المشاهير

في بداية مشوارها المهني، حصلت هبة على فرصة للعمل في مسلسل "لتطفئ الشمس"، لتنفذ لوحات تُعرض ضمن أحداثه، "كان الشغل مطلوب مني، لكن الحمد لله، اللوحات فرضت نفسها في الدراما بشكل لفت نظر الناس"، تقول هبة، ورغم أن تجربتها الدرامية لم تتكرر حتى الآن، لكنها تتمنى العودة قريبًا بلوحات جديدة تحكي حكايات من نوع آخر.

أما عن علاقتها بعالم المشاهير، فتروي هبة قصة أخرى، مختلفة ومُلهمة، كانت متابعة لأحد المسلسلات التي لعب فيها الفنان أحمد داود دورًا مميزًا، فقررت أن ترسمه بالكاريكاتير على طريقتها، متأثرة بالشخصية التي أداها. تقول: "رسمته بأسلوبي، ولما خلصت اللوحة، بعتها له، وفعلاً عجبته جدًا، وحطها في بيته".

المفاجأة كانت في ظهور اللوحة لاحقًا في فيديو كليب أغنية عن عيد الأم، قدّمتها زوجته الفنانة علا رشدي، لتظهر اللوحة في الخلفية كجزء من حكايتهم.


رسمة من الأدوية ..ودموع ما بعد الفقد

لكن المحطة الأهم في حياة هبة، لم تكن درامية ولا فنية فحسب، بل كانت إنسانية عميقة، في عام 2017، توفيت والدتها بعد معاناة مع مرض السرطان، تتذكر هبة المشهد: "كانت ماما بتاخد أدوية كتير، وكانت الأدوية مليانة ألوان، وأول ما توفيت، حسّيت إن الأدوية دي لازم تطلع في لوحة".

رفضت أن يتخلص أحد من الأدوية، وقررت أن تخلّد والدتها بعمل فني مختلف، رسمت وجهها وصممت حوله زخرفة باستخدام الأدوية وألوانها، بطريقة رقمية مبهرة، اللوحة لاقت صدى واسع.

أسعاد يونس اخرجتني من مسابقة من كثر الأعجاب بصورتها

كنت ضمن المشاركين في مسابقة "أرسم أسعاد يونس" التابعة لوزارة الشباب والرياضة، ورسمتها حتى أن القائمين عليها أعجبوا بها بشدة، ويعتبر الفنانة أسعاد يونس اخرجتني من المسابقة لأنها أخذت اللوحة لبيتها وهي عندها حتي الأن وهذا وسام شرف من نوع أخر .


من اللوحة إلى الكلمة.. رواية عن الفن والحياة

لم يتوقف إبداع هبة عند الرسم، بل امتد ليشمل الكتابة، ففي عام 2019 أصدرت روايتها الأولى بعنوان "ما بين مارس وأكتوبر"، وهي مجموعة فصول تتناول فيها رؤيتها للفن والحياة والحب  كتبتها بأسلوب تأملي صادق، كأنها ترسم بالكلمات ما لا تستطيع الفرشاة أن تقوله.


فيديوهات تعليمية ورسالة دعم للموهوبين

اليوم، لا تكتفي هبة بمشاركة فنها عبر اللوحات، بل تصنع محتوى بصريًا يهدف لدعم المواهب، خصوصًا أولئك الذين لم تُتح لهم فرصة الدراسة الأكاديمية، "أنا بقدر جدًا الناس اللي عندهم موهبة ولم تتيح لهم الفرصة للدراسة الأكاديمية، الحياة ساعات بتاخدهم، وبينسوا إن عندهم موهبة حقيقية. الفيديوهات اللي بعملها مش تعليمية بس، هي كمان رسالة دعم".

تم نسخ الرابط