أستاذ علوم سياسية: إسرائيل تنفذ خطة "احتلال بطيء" لغزة تحت غطاء التجويع

حذر الدكتور أحمد الشحات، أستاذ العلوم السياسية والمتخصص في قضايا الأمن الإقليمي، من أن إسرائيل تنفذ خطة متدرجة لإعادة احتلال قطاع غزة، مستغلة "سلاح التجويع" كأداة لفرض أمر واقع جديد، في ظل غياب أي انتصار عسكري واضح بعد مرور أكثر من ثمانية أشهر على اندلاع الحرب.
وفي مداخلة هاتفية مع قناة "إكسترا لايف"، أوضح أحمد الشحات أن الاحتلال يسعى عبر هذه السياسة إلى إجبار سكان غزة على الهجرة القسرية، من خلال تدمير البنية التحتية، وإطالة أمد الحصار الخانق، وخلق معادلة قاسية تجعل الفلسطينيين أمام خيارين لا ثالث لهما: "الموت أو الرحيل".
نتنياهو يستغل الحرب لتحقيق
وأشار أحمد الشحات إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستغل الحرب الجارية لتطبيق أجندة توسعية تتماشى مع رؤية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، رغم فشله في تحقيق الأهداف المعلنة للعملية العسكرية، سواء بتحرير الأسرى أو القضاء على حركة حماس.
ولفت أحمد الشحات إلى أن ما يحدث الآن في غزة يذكّر بسيناريو حصار المخيمات الفلسطينية في لبنان خلال ثمانينيات القرن الماضي، حين استخدمت إسرائيل أسلوب الحصار الطويل لتفريغ السكان قسرًا من مناطقهم.
"صفقة مشبوهة" تروّج
وكشف أحمد الشحات أن تصريحات ترامب الأخيرة بشأن إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ليست سوى غطاء سياسي يهدف لمنح نتنياهو مخرجًا وهميًا من الحرب، دون أن يضطر للاعتراف بالفشل العسكري، مؤكدًا أن الولايات المتحدة تسعى لتحويل غزة إلى ورقة تفاوضية يمكن استخدامها في الحملة الانتخابية الرئاسية المقبلة.
وأضاف أحمد الشحات أن الصفقة المتداولة ستُصاغ وفق الشروط الإسرائيلية بالكامل، خاصة مع دعم المبعوث الأمريكي لمطالب حكومة الاحتلال المتعلقة بتهجير السكان، وإعادة تشكيل القطاع على أسس جديدة تلغي الحق الفلسطيني في العودة.
الأزمة الإيرانية أداة
وتناول أحمد الشحات تطورات الملف الإيراني، موضحًا أن واشنطن استخدمت المواجهة مع طهران كأداة ضغط على إسرائيل، لإجبارها على وقف إطلاق النار مؤقتًا، في محاولة لضبط توازنات إقليمية شديدة التعقيد، إلا أن اليمين الإسرائيلي المتطرف يرفض التهدئة، ويصر على مواصلة الحرب تحت شعار "التطهير العرقي" وتحقيق النصر الكامل.
وحذر أحمد الشحات من أن إسرائيل تسعى لفرض واقع تقسيمي داخل غزة يشبه ما يجري في الضفة الغربية، من خلال تقسيم القطاع إلى "كانتونات معزولة"، ومنع عمليات إعادة الإعمار إلا بشروط مشددة تلغي حق الفلسطينيين في العودة وتُحوّل القضية إلى نزاع إداري لا سياسي.

الإشادة بالموقف المصري
في ختام مداخلته، أشاد أحمد الشحات بالموقف المصري الرافض لأي محاولة لتهجير سكان غزة إلى سيناء، معتبرًا ذلك أحد أبرز الخطوط الحمراء التي تصدت لها القاهرة بحسم، لكنه طالب بتحرك عربي ودولي منسّق وسريع لوقف ما وصفه بـ"المأساة الإنسانية المتصاعدة" في القطاع، قبل أن تتحول إلى كارثة إقليمية يصعب احتواؤها لاحقًا.