ملك أحمد.. طالبة جامعية تبيع السوشي وتقفز نحو حلم العالمية في عالم الموضة

في زمن باتت فيه التحديات عنوانًا لحياة الشباب، قررت "ملك أحمد"، الطالبة بكلية التربية الرياضية بجامعة بنها والبالغة من العمر 18 عامًا، أن تخرج عن المألوف، وتسلك طريقًا شاقًا لصنع مستقبلها بيديها، بعيدًا عن الاعتماد على الدراسة الأكاديمية وحدها.
بدأت "ملك" مشوارها في رياضة الجمباز التي ساعدتها على بناء لياقة بدنية وثقة بالنفس، ومنها انتقلت إلى عالم عروض الأزياء (الفاشون موديل)، حيث بدأت في جذب الأنظار بأسلوبها الفريد وطموحها الكبير.
ورغم التحديات، اختارت "ملك" الوقوف في الشارع للعمل على دراجة صغيرة لبيع السوشي، متحدية نظرة المجتمع ومتسلحة بعزيمة لا تلين. وعن هذه التجربة تقول:
"أنا بحب الأكل الياباني، والسوشي من الأكلات الراقية اللي بقت ليها جمهور كبير في مصر. بدأت أتعلم صناعته من خلال فيديوهات ودورات أونلاين، وبقيت أعرف أعمل أنواع مختلفة زي الماكي رول، والنيجيري، والساشيمي، وبستخدم مكونات طازجة زي السلمون والتونة والأفوكادو وورق النوري. هدفي أوصل للناس أكل محترم ونضيف بطريقتي الخاصة".
وأضافت: "السوشي مش بس أكلة.. هو ثقافة. وبحاول أقدمها بشكل بسيط وبأسعار مناسبة علشان أي حد يجربها. وكتير بيستغربوا إني بنت واقفة أبيع في الشارع، بس بعد ما يذوقوا الأكل، بيرجعوا تاني وبيشجعوني".
ولم تتأخر ردود أفعال المواطنين والمارة عن التعبير عن إعجابهم بها، حيث يقول أحدهم: "بنت شريفة ومحترمة وبتكافح.. نفسي كل الشباب يبصوا ليها قدوة"، وتقول إحدى السيدات: "أنا جربت السوشي بتاعها.. نظيف وطعمه ممتاز. واللي بتعمله دا شرف لأي بنت مصرية".
وتؤكد "ملك" أن ما وصلت إليه حتى الآن لم يكن ليتحقق لولا دعم أسرتها، قائلة: "من غير أهلي مكنتش هقدر أعمل أي حاجة. هم دايمًا في ضهري، بيشجعوني وواقفين معايا في كل خطوة. أمي أكتر حد دعمني من أول يوم، وأبويا علمني يعني إيه كرامة وكفاح. وأخواتي هما اللي صوروا أول فيديوهات ليا وشجعوني أواجه الناس".
وعلى الرغم من شهرتها المتزايدة بين أبناء مدينة بنها، فإن طموح "ملك" يتخطى حدود المدينة والوطن، حيث تحلم بأن تصبح واحدة من عارضات الأزياء العالميات، وتقول: "بحلم أكون في باريس.. عاصمة الموضة.. أمشي على منصات العرض العالمية وأثبت إن البنت المصرية تقدر توصل بأي ظروف".
بدعم كبير من أسرتها وأصدقائها، تسير "ملك أحمد" بخطى واثقة نحو حلمها، لتصبح نموذجًا ملهمًا للفتيات المصريات، ومثالًا حيًا على أن الإرادة والعمل الجاد كفيلان بصناعة المعجزات