بيشوي يحتفل بعيد استشهاد القديس أباسخيرون القليني الجندي

احتفل دير القديس الأنبا بيشوي العامر ببرية شيهيت، بعيد استشهاد القديس أباسخيرون القليني الجندي، وهو أحد أبرز شهداء الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والذي تحتفل الكنيسة بذكراه سنويًا في 7 بؤونة الموافق 14 يونيو.
بيشوي يحتفل بعيد استشهاد القديس أباسخيرون القليني
جرت مراسم الاحتفال الروحي وسط أجواء من الورع والوقار، حيث أقيمت صلاة العشية في الكنيسة الأثرية بالدير، وتحديدًا في الكنيسة الملحقة المخصصة على اسم الشهيد أباسخيرون القليني. ترأس الصلاة نيافة الأنبا أغابيوس، أسقف ورئيس الدير، بمشاركة مجمع رهبان الدير، وعدد من طالبي الرهبنة، فضلًا عن حضور جمع من الزائرين الذين حرصوا على مشاركة الرهبان هذه المناسبة الروحية المميزة.
وقام نيافة الأنبا أغابيوس خلال الصلوات بطِيب رفات القديس الشهيد، في تقليد كنسي متبع للتبرك والتذكير بسيرة الشهداء والاقتداء بإيمانهم. أعقب ذلك رفع تمجيد خاص للشهيد أباسخيرون، أُنشدت فيه الترانيم القبطية والتراثية التي تُبرز شجاعته وثباته على الإيمان، رغم ما تعرض له من تعذيب في سبيل تمسكه بالمسيحية خلال عصور الاضطهاد الروماني.
ويُعد القديس أباسخيرون القليني من أشهر شهداء المسيحية في مصر، وقد نشأ في بلدة "قلين" بمحافظة كفر الشيخ، وكان يعمل جنديًا في الجيش الروماني. وبحسب السير الكنسية، أعلن إيمانه جهارًا ورفض السجود للأوثان، فتعرض لتعذيب شديد انتهى باستشهاده في القرن الثالث الميلادي، ليسطر بذلك صفحة مضيئة في سجل الإيمان القبطي.
ويولي دير الأنبا بيشوي، الذي يُعد أحد أعرق الأديرة القبطية في وادي النطرون، أهمية خاصة بالاحتفال بسير الشهداء والقديسين، انطلاقًا من إيمان الكنيسة القبطية بدور هؤلاء الشفعاء في تثبيت المؤمنين وتعزيز القيم الروحية. وتتميز احتفالات الدير بالتنظيم الروحي العميق، الذي يجمع بين الطقس الكنسي والمشاركة الجماهيرية الهادئة.
يُذكر أن دير القديس الأنبا بيشوي يضم عددًا من الكنائس الأثرية والمزارات المقدسة، ويُعد مقصدًا للزوار والراغبين في التنسك والتعبد، لما يحمله من قيمة دينية وتاريخية عريقة، حيث تعود نشأته إلى القرن الرابع الميلادي.
من جهته، أعرب عدد من الزائرين عن امتنانهم لمشاركة رهبان الدير في هذه المناسبة المباركة، واعتبروا التواجد في هذا العيد فرصة لتجديد الروح والاقتراب من تراث الكنيسة القبطية وشهدائها.
بهذا، اختتمت الاحتفالات في أجواء من البهجة الروحية والسكينة، مؤكدين على بقاء سير القديسين نبراسًا يُضيء الطريق أمام أجيال المؤمنين في رحلة الإيمان والمحبة.