باحث سياسي: لا تستطيع صواريخ أمريكا وإسرائيل ضرب مفاعلات إيران النووية

أشار وسام نصيف ياسين الباحث في العلاقات الدولية الدكتور التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران، مُحللاً تداعيات الضربات المتبادلة وملف البرنامج النووي الإيراني،
واكد في مداخلة هاتيفية لقناة “ القاهرة الاخبارية” أن كلا الطرفين يلتزمان "سقوفاً مضبوطة" حتى الآن، لكنه حذّر من أن دخول الولايات المتحدة إلى الصراع قد يُحوّله إلى مواجهة مفتوحة يصعب احتواؤها.
الملف النووي الإيراني "سلاح إسرائيلي إعلامي"
أكد دكتور ياسين أن التصريحات الإسرائيلية حول منع إيران من امتلاك سلاح نووي هي "مجرد تسويق إعلامي"، مشيراً إلى أن التقارير الدولية، بما فيها وكالة الطاقة الذرية، تؤكد سلمية البرنامج النووي الإيراني، فضلاً عن فتوى المرشد الأعلى التي تحرّم إنتاج الأسلحة النووية.
وأضاف: إسرائيل ترفع السقف إعلامياً لتحقيق مكاسب سياسية، لكنها فشلت حتى في تحقيق أهدافها في غزة ولبنان، فكيف بمواجهة إيران التي تمتلك بنية تحتية نووية محصنة بعمق 600 متر تحت الأرض ؟.
إيران تملك الأفضلية
وأشار الباحث إلى التفاوت في القدرات العسكرية بين الطرفين، موضحاً أن إيران قادرة على ضرب تل أبيب بصواريخ مباشرة، بينما تحتاج إسرائيل إلى عمليات معقدة لتجاوز الدفاعات الإيرانية،كما لفت إلى أن المساحة الشاسعة لإيران (1.6% من مساحة إسرائيل) تجعل أي مواجهة غير متكافئة جغرافياً.
وتابع ضربة واحدة على إيران قد تلقى رداً مدمراً على إسرائيل بسبب ضيق مساحتها، بينما التوزع الاستراتيجي للمنشآت النووية الإيرانية يجعلها عصية على التدمير.
تدخل أمريكا لعبة خطيرة بلا ضوابط
حذّر ياسين من تدخل الولايات المتحدة مباشرة في الصراع، واصفاً إياه بالفخ الذي لا تريد واشنطن الوقوع فيه، لأن إيران سترد بضرب القواعد الأمريكية في المنطقة وإغلاق مضيق هرمز، ما يُفاقم الأزمة.
وقال الولايات المتحدة تفضل الضربات المحدودة لأن الحرب المفتوحة ستُدخلها في متاهات لا نهاية لها، خاصة مع اقتراب الانتخابات الأمريكية ورغبة ترامب في إبقاء الباب مفتوحاً للمفاوضات.
مجلس الأمن
انتقد الباحث دور المجتمع الدولي، مشيراً إلى أنه "لا يتحرك إلا لصالح القوي"، مستشهداً بحرب العراق وإيران في الثمانينيات حين صدر القرار 598 فقط بعد تفوق إيران. وخلص إلى أن مجلس الأمن قد يُصدر قرارات بوقف الحرب "حينما تصل إسرائيل إلى حافة الانهيار"، لكنه لن يفعل ذلك ما دامت الضربات محدودة.
هل تستهدف إيران مفاعل ديمونة؟
رداً على سؤال حول احتمالية تطور المواجهة لاستهداف المنشآت النووية الإسرائيلية، أجاب ياسين: حالياً، الردود مضبوطة، لكن أي تصعيد كبير قد يزيل الخطوط الحمراء، إسرائيل تدرك أن فتح هذا الباب يعني دخول المنطقة في حرب لا تحمد عقباها".
واختتم الباحث في العلاقات الدولية حديثه أن إسرائيل قد تضطر لوقف الحرب "إذا تجاوزت التكلفة المدفوعة المكاسب"، بينما تبقى إيران، بحسب تحليله، الطرف الأكثر قدرة على التحكم بمسار الأزمة.