عاجل

«تغيير طريق المسيرات سببًا».. خبير: يمكن رؤية الأعمدة المضيئة على بُعد 100 كم

الأعمدة المضيئة في
الأعمدة المضيئة في سماء القاهرة

أثار ظهور الأعمدة المضيئة والدخانية في سماء القاهرة حالة من الجدل بين المواطنين، حيث أبدى البعض تخوفه من هذه الظاهرة الغير معتادة، وتوقع البعض الآخر أن تكون بسبب الأحداث بين إيران وإسرائيل، ليكشف الدكتور علي عبد النبي، خبير الطاقة النووية، عن الأسباب الحقيقية لظهور الأجسام المضيئة.

اشتعال الأجواء بين إيران وإسرائيل

وكان الاحتلال الإسرائيلي قد شنّ هجومًا على إيران استهدف منشآت نووية ومواقع عسكرية وقادة بارزين على الأراضي الإيرانية،  وأسفر عن إصابة 50 مدنيًا بينهم ما لا يقل عن 35 امرأة وطفل، وأدى إلى مقتل العديد من قادة القوات المسلحة الإيرانية.

وأطلقت إيران مئات الصواريخ الباليستية بعيدة المدى في هجوم انتقامي ضد أهداف إسرائيلية، وتسير هذه الصواريخ الباليستية، التي تتميز بقدرتها على التحليق خارج الغلاف الجوي، بسرعات هائلة قد تصل إلى 8 ماخ، أي ما يعادل ثمانية أضعاف سرعة الصوت، ما يجعل رصدها والتصدي لها مهمة معقدة تتطلب أنظمة دفاعية متطورة.

أسباب رؤية الأعمدة المضيئة في مصر

وفي الوقت الذي تشتعل فيه الأجواء بين إيران وإسرائيل، ما يزيد من التوترات في المنطقة، جاءت الأعمدة المضيئة لتُثير القلق، ليوضح الدكتور علي عبد النبي في تصريحات خاصة لـ"نيوز رووم" تفاصيل هذه الظاهرة، كما كشف حقيقة الأنباء المتداولة بشأن تفعيل مصر لشبكات الإنذار المبكر والرصد الإشعاعي، الأمر الذي أدى لحدوث هذا الأمر خلال الليلة الماضية وحتى ساعات الفجر الأولى من اليوم السبت.

وقال نائب رئيس هيئة المحطات النووية سابقًا: "الأعمدة المضيئة ممكن نشوفها لأنها بتكون في طبقات الجو العليا على بُعد مئات الكيلومترات، وعندما نطلع في طبقات الجو العليا نراها، كما يحدث عندما نرى النجوم، هي بعيدة عن مستوى المباني وغيرها من الأشياء التي تحجب الرؤية، ولكن طالما طلعنا في طبقات الجو العليا يبقى ممكن نشوف حاجات على بُعد 100 كيلو متر".

تغيير طريق المسيرات قد يكون السبب

وأكد خبير الطاقة النووية، أن هناك أسباب أخرى قد تكون السبب في ظهور تلك الأعمدة المضيئة، وقال: "أحيانًا المسيرات التي يرسلها الحوثيين من اليمن أو إيران تسير في طريق مختلف بحيث إن المضادات الإسرائيلية لا تعترضها، ولذلك ممكن يقرروا أن تسير هذه المسيرات في طرق بعيدة عن الطريق الرئيسي من إيران إلى إسرائيل مباشرة".

وأضاف الدكتور علي عبد النبي: "ما يحدث أن هذه المسيرات تلف عن طريق البحر الأبيض المتوسط بدلًا من الطرق المباشر، وسبق أن حدث ذلك مع الحوثيين، عندما جعلوا المسيرات تمر من البحر الأحمر ثم البحر المتوسط ومنه إلى إسرائيل، لأن هذا الأمر يكون غير متوقعًا، وهذه من الطرق المختلفة للمسيرات أو الصواريخ".

لماذا نرى المسيرات في بعض الأوقات؟

وأشار نائب رئيس هيئة المحطات النووية سابقًا، إلى أننا يُمكننا رؤية المسيرات أو الصورايخ وهي في طبقات الجو العليا، إذا كانت موقدة، ولكن في حالة أنها تسير في طريقها بشكل طبيعي ولم تنفجر وتخرج النيران منها فلن نراها.


شبكات الإنذار المبكر والرصد الإشعاعي تعمل في مصر

وبشأن تداول أنباء تُفيد بتفعيل مصر لشبكات الإنذار المبكر والرصد الإشعاعي، قال "عبد النبي": "هذه الأنباء ليست جديدة، فهذه الشبكات تعمل في مصر ولمدة 24 ساعة منذ سنوات طويلة، وترصد يوميًا وترسل إنذارات لو في حاجة، لأن احنا عندنا الحدود بينا وبين إسرائيل مهمة وسواحل البحر المتوسط مهمة، وقناة السويس مهمة".

وأوضح خبير الطاقة النووية، أن قناة السويس يمر بها سفن نووية، لذلك يجب أن نعلم ما بداخل السفن، مضيفًا: "الإشعاع القاعدي اللي متعارف عليه في المنطقة لو زاد عليه حاجة الأجهزة تشعر بذلك، مثلًا في الطبيعي لهذه المنطقة الإشعاع القاعدي كذا لو زادت النسبة يبقى في إشعاع جديد سواء في التربة أو المياه الجوفية، لأن الدول معرضة يحصل عندها حاجة تسرب أو غيرها وتوصل لنا، لذلك بنقيس بشكل مستمر".

وشدد الدكتور علي عبد النبي، على أن هذه الشبكات تعمل بشكل مستمر منذ فترة طويلة، خاصة أن إسرائيل دولة نووية ولديها مفاعلات، ومفاعل ديمونا ليس بعيد عننا، متابعًا: "عشان كده اتعملت الشبكة دي وهي شبكة كبيرة الإنذار المبكر والرصد الإشعاعي، وفيها علماء مصريين كبار، لما بتمر شحنات نووية في قناة السويس العلماء بيطلعوا السفينة ويتأكدوا عشان احتياطات الأمن والأمان".

واختتم خبير الطاقة النووية تصريحاته الخاصة قائلًا: "يجب فحص الشحنات النووية جيدًا لأن وارد حدوث أي أمر، لذا يجب أن يكون في تأمين عن طريق عالم من علماء الوقاية الإشعاعية، للحفاظ على الأمان النووي لمصر، لأن ذلك قد يضر البلد، ولكن لا يوجد أي شيء يمر في بلدنا دون حسابات، كل شيء محسوب".
 

تم نسخ الرابط