خبير دولي : موسكو لن تقبل بوقف إطلاق النار دون نصر ميداني

قال الدكتور آصف ملحم، مدير مركز «جي إس إم» للدراسات والأبحاث، إن فرص نجاح جولة المباحثات المقررة بين روسيا وأوكرانيا في الثاني من يونيو "تقترب من الصفر"، في ظل تعنت المواقف وتباعد الرؤى بين الطرفين.
مباحثات روسيا وأوكرانيا
وأوضح ملحم، خلال مداخلة عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، أن الجانب الأوكراني يصر، وفق تسريبات إعلامية، على وقف شامل لإطلاق النار برًا وبحرًا وجوًا، بإشراف مراقبين دوليين، وهو ما تعتبره موسكو تدخلًا غير مباشر من حلف الناتو وترفضه تمامًا.
وأشار إلى أن روسيا لن تقبل بأي هدنة قبل إحراز تقدم ميداني واضح، مشددًا على أن الكرملين ماضٍ في خطته القتالية طويلة الأمد، وفق شروطه الخاصة، وليس تحت ضغط خارجي.
مشاركة ترامب مستبعدة
وحول الحديث عن تدخل أمريكي مباشر في الوساطة، أكد ملحم أن مشاركة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مستبعدة تمامًا في هذه المرحلة، نظرًا لحساسية الموقف، خاصة من الجانب الروسي، مضيفًا أن العملية التفاوضية تمر بمراحل تبدأ من المستوى الفني ثم الوزاري، ولا توجد مؤشرات لاختراق سياسي قريب.
وفي ما يخص الموقف الأوروبي، أوضح ملحم أن دول الاتحاد تبدو أكثر تمسكًا بإطالة أمد الصراع، بدافع المخاوف الأمنية من التهديد الروسي، معتبرًا أن أوروبا تسعى لاستخدام أوكرانيا كحاجز استراتيجي، في حين أن الأضرار الأكبر تقع على كاهل الشعب الأوكراني، رغم وجود أصوات أوروبية بدأت تنادي بالتوصل إلى تسوية واقعية لإنهاء النزاع.
الشروط الروسية
تتضمن شروط الرئيس فلاديمير بوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا مطلبًا بأن يتعهد القادة الغربيون كتابيًا بوقف توسع الناتو شرقًا ورفع جزء كبير من العقوبات المفروضة على روسيا، وفقًا لثلاثة مصادر روسية مطلعة على المفاوضات.
أعنف صراع أوروبي
وصرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مرارًا وتكرارًا بأنه يريد إنهاء أعنف صراع أوروبي منذ الحرب العالمية الثانية، وأبدى إحباطًا متزايدًا من بوتين في الأيام الأخيرة، محذرًا يوم الثلاثاء من أن الزعيم الروسي "يلعب بالنار" برفضه الدخول في محادثات وقف إطلاق النار مع كييف في الوقت الذي تحقق فيه قواته مكاسب في ساحة المعركة.
مذكرة تفاهم
بعد حديثه مع ترامب لأكثر من ساعتين الأسبوع الماضي، قال بوتين إنه وافق على العمل مع أوكرانيا على مذكرة تفاهم من شأنها أن تحدد معالم اتفاق سلام، بما في ذلك توقيت وقف إطلاق النار. وتقول روسيا إنها تعمل حاليًا على صياغة نسختها الخاصة من المذكرة، ولا يمكنها تقدير المدة التي سيستغرقها ذلك.
كما اتهمت كييف والحكومات الأوروبية موسكو بالمماطلة بينما تتقدم قواتها في شرق أوكرانيا.