أخصائي نفسي : الاكتئاب تحدٍ نفسي عميق يؤثر في العادات الغذائية|فيديو

أكد الدكتور محمود ذكي، الأخصائي النفسي واستشاري اضطرابات الطعام، أن الاكتئاب يعد من أصعب التحديات النفسية التي يمر بها الإنسان، مشيرًا إلى أن انعكاسه لا يتوقف عند المزاج فقط، بل يمتد إلى سلوكيات الحياة اليومية، وعلى رأسها العادات الغذائية.

وأوضح الدكتور محمود ذكي، خلال لقائه مع الإعلامية راندا فكري في برنامج "الحياة انت وهي" على شاشة قناة الحياة، أن الربط بين الطعام والحالة العاطفية ليس مجرد عادة سيئة، بل هو سلوك نفسي معقد، ينبع من مشاعر غير مفهومة أو غير مُعالجة، قائًلا: "المشكلة مش بس في إنك تاكل كتير أو ما تاكلش خالص.. لكن في ليه بتتصرف كده؟ إيه الجذر العاطفي اللي ورا ده؟".

الجوع العاطفي لا يتعلق بالكميات .. بل بالمشاعر

أشار الدكتور محمود ذكي، إلى أن بعض الأشخاص يأكلون بشراهة عند الحزن أو التوتر، بينما يفقد آخرون شهيتهم تمامًا لنفس الأسباب، وهو ما يعكس أن السلوك الغذائي هو مرآة تعكس ما يحدث داخل النفس.

وأضاف:"سواء كنت تأكل كثيرًا، قليلاً، أو لا تأكل على الإطلاق، فالسؤال الأهم هو: لماذا؟ هل هناك ألم نفسي لم تعالجه؟ هل تمر بتجربة فقد أو علاقة سامة أثرت عليك؟".

الوعي بالمشكلة .. الخطوة الأولى نحو الحل

شدد الدكتور محمود ذكي على أن فهم السبب النفسي وراء اضطراب الشهية هو الخطوة الأولى نحو العلاج الحقيقي، موضحًا أن الوعي الذاتي يمكن أن يكشف جذور المشكلة النفسية.

وأشار الدكتور محمود ذكي إلى أن كثيرين يدركون شعورهم بالحزن أو التوتر، لكن لا يعرفون سبب هذا الشعور، وهنا تكمن أزمة الاكتئاب الحقيقي.

الجوع الجسدي والعاطفي ضرورة علاجية

أوضح الدكتور محمود ذكي أن من المهم التمييز بين الجوع الجسدي الطبيعي وبين الجوع العاطفي الناتج عن خلل نفسي، مؤكدًا أن هذا الوعي يجب أن يتبعه تصرف حقيقي وتغيير فعلي في أسلوب الحياة.

ونصح الدكتور محمود ذكي باعتماد نظام غذائي متوازن بعيدًا عن الإفراط في السكريات والكربوهيدرات العالية، لأنها تزيد من اضطراب الحالة النفسية، وتؤدي إلى ما يُعرف بـ"دوامة الأكل العاطفي".

الرياضة.. وسيلة فعالة لتحسين الحالة المزاجية

سلط زكي الضوء على أهمية النشاط البدني كأداة فعالة للتعامل مع الاكتئاب والجوع العاطفي، قائلاً:"الرياضة واحدة من أقوى الوسائل اللي بتفرز الدوبامين – هرمون السعادة – وبتدي إحساس بالراحة الفورية".

وأكد الدكتور محمود ذكي أن الحركة المنتظمة، ولو بسيطة، تساهم في كسر الحلقة المفرغة بين الاكتئاب وسوء العادات الغذائية، وتُعد مدخلاً لعلاج جذري طويل الأمد.

توصيات زكي للتعامل مع اضطرابات الأكل العاطفي: "كن صريحًا مع نفسك حول مشاعرك وأسبابها، استخدم الطعام كوسيلة للتغذية لا للتعويض العاطفي، مارس الرياضة بانتظام لتحسين المزاج، لا تكتفِ بتنظيم الطعام.. بل تعامل مع الجذر النفسي، اطلب المساعدة من مختص نفسي عند استمرار المشكلة.