طارق فهمي: إسرائيل تسعى لاحتلال 70% من غزة لتوسيع مناطق التماس
أكد الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، أن ما يشهده قطاع غزة من تدهور متواصل في الأوضاع الإنسانية والميدانية يعود بشكل أساسي إلى ما وصفه بـ"إجرام إسرائيل"، والرغبة في استكمال عملية "عربات جدعون" العسكرية حتى نهايتها.
وفي تصريحاته لبرنامج "من مصر" عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أشار طارق فهمي إلى أن هذه العملية ليست عسكرية تقليدية، بل تأتي ضمن خطة أوسع لفرض وقائع جديدة على الأرض وتوسيع السيطرة الإسرائيلية في القطاع.
مخطط لتوسيع المناطق العازلة
أوضح طارق فهمي أن إسرائيل تعمل حاليًا على توسيع مناطق التماس الاستراتيجية والمناطق العازلة داخل غزة، بهدف الوصول إلى احتلال ما بين 60 إلى 70% من أراضي القطاع.
وأشار إلى أن هذا التحرك يأتي في إطار "مخطط إجرامي" يهدف إلى تغيير خريطة القطاع ديموغرافيًا وجغرافيًا، وهو ما ينذر بكارثة إنسانية وأمنية واسعة.
لفت طارق فهمي إلى أن الفرقة 98 الإسرائيلية، إلى جانب عدد من الألوية، تعمل داخل قطاع غزة بهدف تنفيذ هذا المخطط، مشيرًا إلى أن التصعيد العسكري الراهن ليس عشوائيًا، بل يأتي وفق حسابات إسرائيلية دقيقة تهدف إلى الانتقال إلى مرحلة جديدة من المواجهة.
وأوضح طارق فهمي أن الحديث لم يعد عن احتلال كامل لغزة، بل عن استغلال ما يُعرف في الدوائر العسكرية الإسرائيلية بـ"غزة المفيدة"، وهي المناطق التي ترى فيها إسرائيل إمكانية وجود طويل الأمد لقواتها دون تهديد أمني مباشر.
اضطراب القرار السياسي والعسكري
أشار طارق فهمي إلى وجود خلافات واضحة داخل المستويات السياسية والعسكرية الإسرائيلية بشأن مسار العملية في غزة، لافتًا إلى أن هذه الخلافات تشمل صراعًا بين قيادات الجيش ورئيس جهاز "الشاباك"، في ظل غياب استراتيجية متماسكة للتعامل مع الوضع المتدهور.
وأضاف أن الحكومة الإسرائيلية تعاني من انقسامات حول مبررات استمرار العملية العسكرية، مما يفتح المجال أمام قرارات مرتجلة قد تؤدي إلى تصعيد غير محسوب.
خان يونس تواجه مصير رفح
وحذر أستاذ العلوم السياسية من أن ما يحدث حاليًا في مدينة خان يونس من عمليات عسكرية يشبه إلى حد كبير ما جرى سابقًا في مدينة رفح، حيث تم تدمير أجزاء واسعة وتشريد السكان تحت ذرائع أمنية.
واعتبر طارق فهمي أن استمرار هذه السياسات يعكس إصرار إسرائيل على المضي في خطة التدمير المنهجي للقطاع، دون اعتبار للتبعات الإنسانية أو السياسية.
دعوة لتحرك قبل تفاقم الكارثة
في ظل هذا التصعيد، دعا فهمي المجتمع الدولي إلى التدخل لوقف ما وصفه بـ"العدوان المستمر"، محذرًا من أن استمرار العمليات بهذا الشكل ينذر بانفجار أوسع قد يمتد إلى خارج حدود غزة، ويقوض أي فرص قائمة للتوصل إلى تهدئة أو تسوية سياسية شاملة.
