بعد زلزال في القاهرة.. هل تستطيع الحيوانات التنبؤ بالكوارث الطبيعية؟

شعر عدد من سكان القاهرة والجيزة ومرسى مطروح، بـ زلزال مفاجئة استمرت لعدة ثوانٍ، ويعد هذا زلزال هو الثاني خلال شهر مايو، ما أثار تساؤلات كثيرة حول إمكانية التنبؤ بهذه الظواهر الطبيعية.
هل تستطيع الحيوانات التنبؤ بالكوارث الطبيعية؟
وفي ظل اعتماد الأجهزة المتطورة لرصد الزلازل، يتجدد الجدل القديم حول قدرة بعض الحيوانات على استشعار الزلازل قبل وقوعها. فهل فعلاً تمتلك الكائنات الحية هذه القدرة.
إشارات لسلوك الحيوانات قبل الزلازل
تعود أقدم الملاحظات الموثقة حول سلوك غير طبيعي للحيوانات قبل حدوث الزلازل إلى عام 373 قبل الميلاد في اليونان، حيث لوحظ أن الفئران والعرس والثعابين هجرت مساكنها واتجهت نحو أماكن آمنة قبل وقوع زلزال مدمر بعدة أيام.
وفي حالات أكثر حداثة، مثل أحد الزلازل التي وقعت في الصين منذ عقود، تم رصد سلوك غير معتاد للحيوانات، حيث فضلت بعضها النوم خارج منازلها، وهو ما ساعد في نجاتها من الدمار الذي خلفه الزلزال.
تقارير علمية: تغيرات سلوكية قبل الكارثة
أفاد تقرير USGS بأن هناك العديد من الشهادات حول سلوكيات غريبة ظهرت لدى أنواع مختلفة من الكائنات، مثل الأسماك والطيور والزواحف والحشرات، وذلك قبل الزلازل بفترات تتراوح من أسابيع وحتى ثوانٍ معدودة.
لكن هذه الملاحظات تظل قصصية في أغلبها، ولم يتم تأكيدها علمياً بشكل قاطع، حيث يصعب تمييز ما إذا كانت هذه السلوكيات ناتجة عن تغيرات في البيئة أو مجرد مصادفات.
كيف يمكن للحيوانات الشعور بالزلازل قبل البشر؟
تشير بعض الفرضيات العلمية إلى أن الحيوانات تمتلك قدرات حسية متطورة تمكنها من التقاط إشارات لا يشعر بها الإنسان، مثل التغيرات الدقيقة في المجال المغناطيسي للأرض أو الاهتزازات الأرضية منخفضة التردد.
ورغم ذلك، لا تُعتبر هذه السلوكيات مؤشراً علمياً موثوقاً للتنبؤ بالزلازل، حيث إنها ليست قابلة للقياس أو التكرار في ظروف مشابهة.
العلم مقابل الغريزة
رغم آلاف القصص والشهادات التي تشير إلى تصرفات غير معتادة للحيوانات قبل وقوع الزلازل، إلا أن المجتمع العلمي لم يعتمد بعد على هذه الظواهر كوسيلة للتنبؤ الدقيق.
وتبقى التكنولوجيا الحديثة هي الأداة الأهم في مراقبة النشاط الزلزالي، بينما تُعامل ملاحظات الحيوانات كمؤشرات محتملة لا أكثر.