عاجل

"مكافأة خيالية"..وزير الثقافة السوري يُثير موجة من الجدل والإعجاب

وزير الثقافة السوري
وزير الثقافة السوري محمد ياسين صالح

أثار وزير الثقافة السوري، محمد ياسين صالح، موجة من الجدل والإعجاب في آنٍ واحد، بعد أن منح مكافأة مالية "خيالية" لحارسين قاما بحماية متحف في دمشق في ظروف استثنائية. 

وجاء القرار الذي وصفه البعض بـ "غير المسبوق"، تقديراً لجهود الحارسين في الحفاظ على التراث الوطني في لحظة حرجة من تاريخ البلاد.

تفاصيل القصة

بدأت تفاصيل القصة تنكشف عبر مقطع فيديو انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث ظهر الوزير وهو يلقي كلمة أمام حشد من الحضور، معلناً عن منح كل من الحارسين مبلغ 50 مليون ليرة سورية، أي ما يعادل 5000 دولار أمريكي. أثار هذا المبلغ، الذي يمثل أكثر من عشر سنوات من راتب موظف سوري عادي، دهشة الكثيرين، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعيشها البلاد.

وزير الثقافة السوري: "زمن البخل والتجاهل قد ولى"

أوضح الوزير صالح أن قراره جاء بعد أن وصلته أنباء عن قيام الحارسين بحماية المتحف ليلة الثامن من ديسمبر، وهي الليلة التي شهدت سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد. وشدد على أن تصرفهما البطولي حمى المتحف وآثاره من اللصوص والمستغلين للفوضى الأمنية التي سادت في تلك الليلة، مما جنب الدولة خسائر فادحة.

وأكد الوزير أن هذا التكريم ليس مجرد مكافأة مالية، بل هو تعبير عن الامتنان والتقدير لجهودهما، كما يُعد رسالة واضحة بأن زمن البخل والتجاهل قد ولى. وأضاف أن هذا التصرف يعكس إيمانه بأهمية تقدير الكفاءات والمخلصين في خدمة الوطن.

تباين ردود الفعل على المكافأة

تباينت ردود الفعل على هذه المكافأة، فبينما عبَر الكثيرون عن تقديرهم لهذه اللفتة الإنسانية، رأى البعض الآخر أن المبلغ مبالغ فيه، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها أغلب السوريين.

إذ كانت الأزمة الاقتصادية في سوريا خانقة خلال سنوات الحرب، مما أدى إلى فقدان الليرة السورية الكثير من قيمتها أمام الدولار، مما تسبب في ارتفاع التضخم وتدهور مستوى المعيشة في سوريا. كما لم يتجاوز راتب الموظف السوري العادي 30 دولاراً شهرياً، وفي تلك الفترة، مما جعل مكافأة بـ 5000 دولار حلماً بعيد المنال.

الأمم المتحدة تُحذر من مجاعة غير مسبوقة في سوريا 

حذرت الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية مراراً من حلول مجاعة غير مسبوقة على سوريا، حيث افتقر ملايين السوريين إلى الغذاء الكافي.

ومن الجدير بالذكر أن سوريا تعيش اليوم آمالاً كبيرة بتحسن الوضع الاقتصادي، خاصة بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفع العقوبات الاقتصادية، ما قد يفتح الباب أمام الاستثمارات ويعيد الحياة إلى الاقتصاد السوري.

تم نسخ الرابط