صفقة "ذكاء اصطناعي" بين أبل وعلي بابا أبل تثير قلق الكونجرس

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" اليوم السبت أن البيت الأبيض ومسؤولين في الكونجرس يجرون تحقيقا في خطة شركة أبل لإبرام صفقة مع شركة علي بابا الصينية، تهدف إلى جعل برنامج الذكاء الاصطناعي الذي تطوره الشركة الصينية متاحًا على هواتف آيفون في الصين.
قلق أمريكى
ونقلت الصحيفة عن ثلاثة مصادر مطلعة أن السلطات الأمريكية تشعر بالقلق من أن هذه الصفقة قد تسهم في تعزيز قدرات الشركة الصينية في مجال الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى توسيع نطاق برامج الدردشة الصينية الخاضعة للرقابة، مما قد يزيد من تعرض أبل للقوانين الصارمة المتعلقة بالرقابة ومشاركة البيانات في الصين.
وقد اعلنت شركة على بابا فبراير الماضي، شراكتها مع عملاق التكنولوجيا أبل لدعم خدمات الذكاء الاصطناعي الخاصة بهواتف آيفون في الصين.
أبل تحت الضغط
وتمثل الصين نحو 20 في المئة من مبيعات أبل عالمياً، وتراجع حصة الشركة السوقية هناك من 19 في المئة في 2023 إلى 15 في المئة في 2024 دفعها إلى البحث عن دعم من شركات محلية لتقديم ميزات ذكاء اصطناعي موازية لما توفره في الأسواق الغربية.
ومع عدم توفر خدمات شركة أوبن إيه آي في الصين، لجأت أبل إلى علي بابا كمزود محلي لدمج الذكاء الاصطناعي داخل أجهزة آيفون في البلاد.
في المقابل، واجه الرئيس التنفيذي للشركة، تيم كوك، انتقادات مباشرة من ترامب بسبب تصنيع منتجات في الهند بدلاً من الولايات المتحدة، ما يزيد من الضغوط السياسية على الشركة.
هل ستعزز الصفقة القدرات العسكرية لبكين؟
مع تزايد إدراك واشنطن دور الذكاء الاصطناعي كأداة عسكرية محتملة، تسعى إدارة ترامب إلى منع أي شراكات أميركية قد تمنح بكين تفوقاً تقنياً.
التقارير تشير إلى أن وزارة الدفاع وهيئات الاستخبارات تدرس تصنيف شركات مثل علي بابا على قائمة سوداء تحظر التعامل التجاري معها، في إطار استراتيجية تهدف إلى كبح تقدم الذكاء الاصطناعي الصيني.
وتؤكد مراكز بحثية امريكية، منها مركز وادهواني للذكاء الاصطناعي، أن تمكين شركات صينية مثل علي بابا من جمع بيانات من مستخدمي آيفون قد يُسرع من تطور نماذجها، وهو ما قد يؤدي إلى انعكاسات أمنية خطيرة.
شراكة على بابا وابل
وتعد الشراكة بالنسبة لعلي بابا مكسب كبير في سوق الذكاء الاصطناعي الشديد التنافسية في الصين حيث يجري تطوير برنامج "ديب سيك" الذي اشتهر هذا العام بنماذج أرخص بكثير من البرامج المنافسة في الغرب.
يذكر أن "ديب سيك" أطلقت في يناير الماضي نموذج لغة جديدا للذكاء الاصطناعي بإمكانيات تفوق النماذج التي تقدمها الشركات الأميريكية الكبرى مثل "أوبن إيه آي" وبتكلفة زهيدة للغاية.
ويعتمد نموذج "ديب سيك" على 2000 رقاقة فقط بتكلفة بلغت 5.6 مليون دولار ليحقق نفس النتائج التي تحققها نماذج الشركات الأمريكية التي تحتاج إلى 16 ألف رقاقة بتكلفة تتراوح بين 100 و200 مليون دولار.
وفقاً لمصادر تحدثت لوكالة "بلومبرج ، تجري شركة "مايكروسوفت "وشركة "أوبن إيه آي" مالكة تطبيق "تشات جي بي تي" تحقيقا لمعرفة ما إذا كانت مجموعة قرصنة مرتبطة بشركة "ديب سيك" قد حصلت على بيانات خاصة بتقنيات "أوبن إيه آي" بطرق غير قانونية.