لم يحضر أحد| شماتة الإخوان في جنازة المستشار الشامي.. والإفتاء تعلق

لم يتوقف الإخوان عن مواقفهم المعهودة بالشماتة فى الموت ونشر الفوضى والخراب بين أطياف المجتمع سواء بأرائهم الشاذة أو بمواقفهم المعادية للإنسانية والموالية دائمًا لفكر الإرهاب البغيض.
“الله سيجعل قبره حفرة من حُفر النار”، اليوم أنت بين يدى الله ليحكم فيك بالعدل وليس كما حكمت على الإخوان ظلمًا وبهتانًا” ، “ويل لقاضى الأرض من قاضى السماء” ،"جنازتك فارغة ولم يحضر أحد"، وغيرها من عبارات تصفية الحسابات والشماتة، فتلك الحملة الممنهجة التى قادها الإخوان وأعوانهم على صفحات السوشيال ميديا هدفها النيل والتنكيل بالمستشار الراحل القاضى شعبان الشامى، رئيس محكمة جنايات أمن الدولة العيا بعد صراعه مع المرض.
والذي كان من أشهر القضاة الذين عرفوا خلال السنوات الماضية عقب ثورتى الشعب المصرى، نظرا للقضايا الهامة التى نظرا لنظام مبارك والاخوان، وأصدر احكاما بالجملة ضد قيادات الجماعة وعلى رأسهم محمد مرسى.

وفاة المستشار شعبان الشامي قاضي رموز الأخوان ومبارك
تخرج المستشار شعبان الشامى من كلية حقوق عين شمس عام 1975 بتقدير جيد جدا وعين بالنيابة العامة كمعاون نيابة فى عام 76 وتولى التحقيق فى الكثير من قضايا الراى العام واشترك فى العديد من القضايا بدءا من ثورة "الجياع " الذى اطلق عليها حينذاك ثورة الحرميه 18، 19 يناير 1977.
والمستشار شعبان الشامى تولى التحقيق فى قضية " الفتنة الطائفية " بالزاوية الحمراء عام 81 والكثير فى القضايا التى شغلت الراى العام فى مصر.

منذ التحاقه بسلك القضاء عمل "الشامي" فى عدد من القضايا المهمة، فبدءا حياته المهنية بقضية من أهم القضايا والتى عرفت بـ"ثورة الجياع" الذى أطلق عليها السادات حينئذ "ثورة الحرامية"، فى 18 و19 يناير 1977، كما تولى التحقيق فى قضية "الفتنة الطائفية" بالزاوية الحمراء عام 1981، ثم قضية "كنيسة مسرة بشبرا" عام 1981 عندما قام المتهمون من الجماعات الإسلامية بإلقاء قنبلة على الكنسية، كما حقق فى القضية المسماة إعلاميا بـ"الفتنة الطائفية" بمركز شرطة سونورس بالفيوم.

فى عام 1994، كان المستشار الشامى أول من تعامل بالتكنولوجيا فى مجال القضاء، وأدخل جميع القضايا التى تداولها وأصدر فيها أحكاما على الكمبيوتر.
فصل المستشار شبعان الشامى فى عدد من القضايا التى شغلت الرأى العام، ومن أهم القضايا محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسى وعدد من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، بالتخابر مع منظمات أجنبية، والهروب من سجن وادى النطرون، وإخلاء سبيل الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك فى قضية الكسب غير المشروع.

أكد الدكتور هشام ربيع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الشماتة في الموت ليست من الأخلاق الإنسانية ولا من تعاليم الدين الإسلامي، محذرًا من خطورة مثل هذه التصرفات التي تتكرر عبر منصات التواصل الاجتماعي مع كل حالة وفاة مثيرة للجدل.
وقال الدكتور هشام ربيع في تصريح صحفي، إن "الشماتة في موت أي إنسان تُعد انحدارًا أخلاقيًا ومخالفة لتعاليم الدين، فالدين الإسلامي يدعو إلى الرحمة والتأمل في الموت، لا إلى الفرح بمصائب الآخرين"، مشددًا على أن الحكم على مصير أي إنسان في الآخرة هو من اختصاص الله وحده، ولا يجوز لأي شخص أن يقطع برحمة الله تجاه أحد.
وأضاف: "القَطْع بأن شخصًا بعينه لا يرحمه الله، أو لن يدخل الجنة، يُعد من التألي على الله، ومن سوء الأدب مع مَن رحمته وسعت الدنيا والآخرة، سبحانه وتعالى."
الموت دعوة للاتعاظ وليس الفرح
وأشار أمين الفتوى إلى أن الموت يجب أن يكون مناسبة للاعتبار والاتعاظ، لا للشماتة أو التنمر أو الفرح، مستشهدًا بقوله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}، وقوله صلى الله عليه وسلم: "اذكروا محاسن موتاكم"، مؤكدًا أن احترام الموت هو مظهر من مظاهر الإنسانية، وأي خروج على هذا الإطار يعبّر عن خلل في القيم والمفاهيم الدينية.