تحذير أمريكي: انحراف طهران عن المسار السلمي لبرنامجها النووي

في تطور لافت بشأن الملف النووي الإيراني، وجّه برنت سادلر، المسؤول السابق في البنتاغون، تحذيراً حاداً من خطورة البرنامج النووي الإيراني، مشيراً إلى أن المعطيات الاستخباراتية المعلنة تؤكد أن طهران لا تسعى فقط لاستخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية كما تزعم، بل تعمل في الخفاء على تطوير سلاح نووي، في خطوة تهدد الاستقرار الإقليمي والدولي.
انحراف طهران
خلال مداخلة تلفزيونية مع الإعلامي كمال ماضي، في برنامج "ملف اليوم" على قناة "القاهرة الإخبارية"، شدد "سادلر" على أن تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية تكشف وجود أدلة قوية على انحراف طهران عن المسار السلمي في برنامجها النووي، وهو ما يتنافى مع تصريحات المسؤولين الإيرانيين الذين يصرّون على الطابع السلمي لبرنامجهم.
وأشار إلى أن وجود منشآت غير مصرح بها، وعمليات تخصيب اليورانيوم بمستويات مرتفعة، تعد من المؤشرات الدامغة على الطموح الإيراني في امتلاك قدرات نووية عسكرية، وهو ما لا يمكن تجاهله من قبل أي مراقب مطّلع على تفاصيل الملف.
البرنامج الصاروخي الباليستي
وأضاف "سادلر" أن أحد أبرز الأدلة على النوايا العسكرية لطهران، هو برنامجها الصاروخي الباليستي المتطور، والذي تم تصميمه - بحسب تقديره - لحمل رؤوس نووية، مما يضع علامات استفهام كبيرة حول المزاعم الإيرانية بالسلمية.
وأوضح أن تطوير هذه المنظومة الصاروخية لا يمكن فصله عن الطموحات النووية، خاصة في ظل اتساع مدى الصواريخ وقدرتها على الوصول إلى أهداف بعيدة، بما في ذلك مصالح الولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط.
مراوغة وتضليل
وفي السياق ذاته، أكد "سادلر" أن هناك اجماعاً واسعاً داخل المؤسسات السياسية الأمريكية، سواء في الحزب الجمهوري أو الديمقراطي، على أن إيران لا تتعامل بنية صادقة في هذا الملف، وأنها تواصل المراوغة والتضليل بهدف كسب الوقت وتوسيع قدراتها.
وأشار إلى أن هذا القلق لا يقتصر على الولايات المتحدة وحدها، بل يمتد إلى الحلفاء الدوليين مثل اليابان، الذين يرون بوضوح أن الأهداف الإيرانية تتجاوز الاستخدامات السلمية، ما يعزز حالة القلق داخل المجتمع الدولي.
الخيارات الأمريكية
وحول الخيارات المتاحة أمام الإدارة الأمريكية للتعامل مع هذا التهديد المتصاعد، أوضح "سادلر" أن هناك ثلاثة مسارات رئيسية: "رغم توفر القدرة العسكرية لتدمير المنشآت النووية الإيرانية، فإن هذا المسار محفوف بالمخاطر، ولا يضمن تحقيق الهدف بشكل كامل، كما أنه قد يؤدي إلى تداعيات إقليمية خطيرة.
كما أكد "سادلر" فشل هذا الخيار في أكثر من مناسبة، مشيراً إلى ما وصفه بـ"غياب الالتزام الإيراني" وتنصل طهران المتكرر من بنود الاتفاقيات السابقة، لا سيما يتمثل في السعي إلى تغيير طبيعة النظام الإيراني، بحيث يصبح أقل عدائية وأكثر تعاوناً مع محيطه الإقليمي، دون السعي بالضرورة إلى تغييره كلياً، وهي رؤية تعكس نهجاً أكثر توازناً على المدى البعيد.

التهديد الإيراني
وفي ختام مداخلته، شدد "سادلر" على أن التهديد الإيراني سيبقى تحدياً كبيراً أمام المجتمع الدولي، ما لم يتم اتخاذ خطوات حاسمة تضمن منع طهران من امتلاك سلاح نووي، محذراً من أن تجاهل هذه المؤشرات قد يكلف العالم ثمناً باهظاً في المستقبل القريب.