الأربعاء القادم.. أمسية لمسيرة سيد مكاوي في دار الأوبرا المصرية

تعقد دار الأوبرا المصرية لقاء ضمن سلسلة “ أرواح في المدينة ” تحت عنوان “ ليلة الشيخ سيد مكاوى .. الأرض بتتكلم عربى وذلك يوم ” الأربعاء 7 مايو، على مسرح سيد درويش “ أوبرا الإسكندرية ”، يقدمها الكاتب الصحفى محمود التميمى، ضمن فعاليات مشروع “ القاهرة عنوانى ”.
تأتى الأمسية تكريمًا لمسيرة الشيخ سيد مكاوى الذي نجح بأسلوبه المميز أن يجمع بين الأصالة والتجديد مقدمًا نموذجًا فنياً متفرداً عبر خلاله عن نبض الشارع المصرى وروحه الشعبية الأصيلة نتج عنه روائع خالدة شكلت وجدان أجيال متعاقبة وأثرت مكتبة الموسيقى العربية.
جدير بالذكر أن سلسلة “ أرواح في المدينة ” للكاتب الصحفى محمود التميمى تُعقد برعاية وزارة الثقافة وتهدف إلى توثيق الأحداث والرموز الفنية والثقافية المصرية الهامة وتسليط الضوء على إسهاماتهم الخالدة وذلك في إطار مشروع “ القاهرة عنوانى ” الذي يقام بالتعاون مع النشاط الثقافى والفكرى بدار الأوبرا المصرية.

بدايته في الموسيقي
كان سيد مكاوي في بدايته مهتماً أكثر بالغناء ويسعى لأن يكون مطرباً وتقدم بالفعل للإذاعة المصرية في بداية الخمسينات وتم اعتماده كمطرب بالإذاعة وكان يقوم بغناء أغاني تراث الموسيقى الشرقية من أدوار وموشحات على الهواء مباشرة في مواعيد شهرية ثابتة.
ثم تم تكليفه بغناء ألحان خاصة وذلك بعد نجاحه في تقديم ألحان التتراث ولعل من مفارقات القدر أن تكون أول أغانيه الخاصة والمسجلة بالإذاعة ليست من ألحانه بل من ألحان صديقه الملحن عبد العظيم عبد الحق والأغنية هي (محمد) والأغنية الثانية كانت للملحن أحمد صدقي وهي أغنية (تونس الخضراء) وهما الأغنيتين الوحيدتين التي غناهما سيد مكاوي من ألحان غيره.
في منتصف الخمسينات بدأت الإذاعة المصرية في التعامل مع سيد مكاوي كملحناً إلى جانب كونه مطرباً وبدأت في إسناد الأغاني الدينية إليه والتي قدّم من خلالها للشيخ محمد الفيومي الكثير من الأغاني الدينية مثل (تعالى الله اولاك المعالي) و (آمين آمين) و (يا رفاعي يا رفاعي قتلت كل الافاعي) و (حيارى على باب الغفران) حتى توجها بأسماء الله الحسنى.
كما قدّم أغاني شعبية خفيفة مثل (آخر حلاوة مافيش كدة)و (ماتياللا يا مسعدة نروح السيدة). والأغنيتان للشاعر الراحل عبد الله أحمد عبد الله وكانت بدايته مع الفنان محمد قنديل في أغنية (حدوتة) للشاعر صلاح جاهين رفيق كفاح سيد مكاوي.
وقدم سيد مكاوي بعد ذلك العديد من الألحان للإذاعة من أغاني وطنية وشعبية. فقدم مثلاً محمد عبد المطلب أغنيتي (إتوصى بيا)و (قلت لأبوكي عليكي وقالي) وكذلك أغنية (كل مرة لما أواعدك) والتي غناها سيد مكاوي في الثمانينات ونالت شهرة واسعة.
كانت بداية الشهرة لسيد مكاوي من خلال لحن لشريفة فاضل وهو (مبروك عليك يا معجباني يا غالي) واللحن الأشهر لمحمد عبد المطلب وهو (إسأل مرة عليّا) والذي دوى في جميع أنحاء مصر وسلط الضوء على ذلك الملحن الناشئ والذي تتجلى عبقريته في شدة بساطته وعمق مصريته والتي استمدها من المدرستين الموسيقتيين التين كان ينتمي إليهما ونهل من علمهما وهما مدرسة سيد درويش التعبيرية ومدرسة زكريا أحمد التطريبية وكان كثيراً ما يغني ألحانهما سواء في جلساته الخاصة أو حفلاته العامة وكان دائم الاعتراف بفضل سيد درويش وزكريا أحمد على الموسيقى وإن كان لم يعاصر الأول ولكن كانت تربطة صداقة بالثاني وهذا نوع من أنواع الوفاء النادر والذي قل في أيامنا هذه.
وفاته
توفي شيخ الملحنين سيد مكاوي في 21 أبريل عام 1997 .