...
خبير استراتيجي: ظهور محادثات عبد الناصر والقذافي تمهد لقرارات خطيرة قريبًا

أعرب الدكتور مراد علي خبير الدراسات الاستراتيجية عن غضبه إزاء التسريبات الصوتية التى تم تسريبها لمحادثات الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والرئيس الليبي معمر القذافي، مؤكدًا أن الغرض الأرجح فى إظهار تلك المحادثات الآن هو تهيئة الرأي العام لتقبل تنازلات خطيرة قد تُعلن في المرحلة المقبلة.

وأكد الدكتور مراد على أن الظهور المفاجئ لهذا التسجيل النادر بين الرئيسين جمال عبد الناصر ومعمر القذافي في هذا التوقيت، وبعد 55 سنة، وقبل زيارة الرئيس ترامب والمتوقع أن تشهد إملاءات على الحكومات العربية بخصوص القضية الفلسطينية يثير الريبة الشديدة .
وتساءل مراد علي قائلًا: “هل تسعى الجهة التي تقف وراء هذا التسريب إلى تهيئة الرأي العام، وإعادة تشكيل الوعي الجمعي، تمهيدًا لتقديم تنازلات خطيرة، عبر الإيحاء بأن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر نفسه كان مستعدًا لقبول مثل هذه التنازلات؟ التلاعب بالتاريخ واستحضار مواقف رمزية لزعامات قومية بغرض تبرير خطوات سياسية حالية، أسلوب معروف في هندسة الوعي وتطويع الشعوب لتقبل ما كانت ترفضه بالأمس”.
وتابع قائلًا: “ من قام بنشر هذا التسجيل في هذا التوقيت لا يهدف إلى المساس بصورة الرئيس عبد الناصر، فقد مضى على رحيله خمسة وخمسون عامًا، ولا يهتم بإضعاف شعبية التيار الناصري أو القومي، فالجميع يعلم أن هذين التيارين قد فقدا وزنهما وتأثيرهما في الشارع العربي. لكن الغرض الأرجح هو تهيئة الرأي العام لتقبل تنازلات خطيرة قد تُعلن في المرحلة المقبلة، وربما تتزامن مع زيارة الرئيس ترامب في الشهر القادم، في محاولة لتمهيد الأرض لقرارات قد تُثير الجدل”.
تسريبات رئاسية
انتشرت حالة من الجدل والغضب الكبير بعد نشر محادثة صوتية منسوبة للرئيس الراحل جمال عبد الناصر مع الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي أثارت جدلا واسعا، حيث تضمنت المحادثة الصوتية التي يعود تاريخها إلى 4 أغسطس 1970، انتقادات حادة وجهها الرئيس جمال عبد الناصر لحكومات عربية ومنظمات فلسطينية بسبب "مزايداتها" ضده مع إشارات إلى تفضيله للحلول السلمية بدلا من الحرب الشاملة ضد إسرائيل.
بيان مكتبة الإسكندرية
ومن جانبها أصدرت مكتبة الإسكندرية بيانا رسميا تؤكد فيه عدم مسؤوليتها عن أي محتوى متداول على منصات التواصل الاجتماعي يخص حديث للرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر باستثناء المواد المنشورة على الموقع الرسمي لأرشيف جمال عبد الناصر.
وأوضحت المكتبة أن الموقع الذي أُطلق بالتعاون مع مؤسسة "جمال عبد الناصر" برئاسة الدكتورة هدى عبد الناصر منذ عام 2004 يحتوي على وثائق رقمية موثوقة أهدتها المؤسسة بهدف الحفاظ على الإرث الثقافي والسياسي للرئيس الراحل، وأن المكتبة قامت بتنفيذ الجانب التقني للإتاحة بهدف الحفاظ على الإرث الثقافي والسياسي للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وإتاحته للأجيال القادمة.
مكتبة الإسكندرية تنفي مسؤوليتها
ونفت المكتبة أي مزاعم تشير إلى ملكية المكتبة لهذه الصفحات، وتؤكد أنها لا تتبنى أو تروج لأي محتوى لا يتماشى مع مهمتها الأكاديمية والبحثية، وتلتزم مكتبة الإسكندرية بأعلى معايير المهنية في التعامل مع التاريخ السياسي، وتؤكد على ضرورة الاعتماد على المصادر الرسمية الموثوقة.