إسرائيل - القاهرة
تل أبيب تنفي توجه وفد إسرائيلي إلى القاهرة وتؤكد: «المفاوضات مستمرة»
نفى مسؤولون إسرائيليون وجود وفد إسرائيلي في العاصمة المصرية القاهرة، إلا أنهم أكدوا في الوقت نفسه أن المفاوضات لا تزال جارية، دون أن يقدموا تفاصيل إضافية.
وقد جاء هذا التصريح خلال برنامج "منتصف الطريق" الذي بُث اليوم (الثلاثاء) على القناة الثانية الإسرائيلية، وذلك في تناقض واضح مع ما تداولته تقارير إعلامية عربية حول وجود الوفد الإسرائيلي في القاهرة.
تل أبيب تنفي توجه وفد إسرائيلي بالقاهرة
وبحسب مصادر مطلعة صرحت للقناة 11 العبرية، من المتوقع أن يصل وفد تابع لحركة حماس إلى مصر خلال الساعات المقبلة، وذلك في إطار الجهود المستمرة للوصول إلى تهدئة شاملة في قطاع غزة، في ظل المبادرات والاقتراحات التي يتم تداولها بين مختلف الأطراف المعنية.
وفي هذه الأثناء، وبالتزامن مع ازدياد الضغوط التي يمارسها عدد من وزراء الحكومة الإسرائيلية لتغيير سياسة استخدام القوة العسكرية ضد قطاع غزة، من المنتظر أن يعقد المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية اجتماعًا طارئًا الليلة.
ومن المقرر أن يشارك في هذا الاجتماع رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) رونين بار، حيث سيتناول النقاش الملف المتعلق بالمفاوضات الجارية مع حركة حماس، وسط تصاعد الأصوات داخل الحكومة التي تطالب بتكثيف النشاط العسكري ضد القطاع.
إسرائيل: المفاوضات مستمرة
وقد صرح مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى بأن الحكومة، رغم الدعوات المتزايدة لتوسيع نطاق العمليات العسكرية، قررت منح فرصة جديدة للمفاوضات قبل اتخاذ أي خطوات تصعيدية على الأرض في قطاع غزة، مما يشير إلى أن هناك توازنًا هشًا بين الجهود السياسية والضغوط العسكرية في المرحلة الحالية.
وفي وقت سابق من اليوم، نقلت شبكات إعلامية تقارير تفيد بأن وفدًا من قيادة حركة حماس قد غادر العاصمة القطرية الدوحة متوجهًا إلى القاهرة، وذلك لمناقشة "أفكار جديدة" تتعلق بتحقيق تهدئة في قطاع غزة.
ووفقًا لهذه التقارير، فإن حركة حماس قد أبدت موافقتها المبدئية على مقترح جديد من شأنه أن يؤدي إلى إنهاء الحرب الدائرة في غزة، ويشمل هذا المقترح وقفا طويل الأمد لإطلاق النار، يمتد لعدة سنوات، بالإضافة إلى إطلاق سراح جميع الرهائن.
الاتفاق الشامل
وأشار التقرير، إلى أن هناك بالفعل مقترحًا جديدًا تم التوصل إليه بجهود مشتركة بين مصر وقطر، ويقضي هذا المقترح بإعلان وقف شامل لإطلاق النار في قطاع غزة لمدة سبع سنوات، ويهدف إلى إنهاء الحرب وإرساء الاستقرار في القطاع على المدى الطويل.
وقد أوضحت المصادر أن الصيغة النهائية لهذا المقترح جاءت بناءً على مبادرة من حكومة حركة حماس في غزة، وتنص على أن يتم إدارة القطاع خلال فترة التهدئة من خلال "لجنة إدارية مجتمعية"، إلى جانب وجود قوات أمنية تابعة للسلطة الفلسطينية لتولي المسؤوليات الأمنية.
كما ذكرت المصادر أن تنفيذ الهدنة المقترحة مشروط بانتهاء الحرب بشكل كامل، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، مقابل أن تعلن حركة حماس إلقاء سلاحها، ولكن من دون تسليمه لأي جهة، سواء محلية أو دولية، وهو ما يُعد تنازلاً مشروطاً وغير كامل من قبل الحركة.
ويشمل المقترح أيضًا بدء عملية إعادة إعمار شاملة للقطاع بعد انتهاء الحرب، مع التأكيد على عدم تهجير أي من سكان غزة، الأمر الذي يضع حدًا للقلق المتزايد من خطط التهجير أو الترحيل القسري.
وقد أكدت المصادر أن وفدًا إسرائيليًا سيزور القاهرة خلال الفترة القريبة المقبلة لبحث هذا المقترح المشترك بين مصر وقطر، حيث سيتم تقديم تفاصيل المبادرة بشكل رسمي إلى وفد حركة حماس برئاسة القيادي البارز خليل الحية، تمهيدًا لمناقشة الشروط والبنود التي تضمن تطبيقها على أرض الواقع.
كما أشارت التقارير إلى أن المقترح الجديد تمت بلورته وصياغته خلال زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة القطرية الدوحة قبل أيام، ما يشير إلى وجود دور مباشر وفاعل لكل من القاهرة والدوحة في بلورة رؤية مشتركة لتحقيق تهدئة طويلة الأمد في غزة وإنهاء الحرب.
