شيخ الجازولية: ذكرى مولد الإمام علي زين العابدين محطة روحانية لاستلهام الصبر
أكد الشيخ سالم الجازولي، شيخ الطريقة الجازولية وعضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية، أن ذكرى مولد الإمام علي زين العابدين رضي الله عنه تعد مناسبة دينية وروحية جليلة لإحياء معاني الزهد والعبادة والصبر، والقيم السامية التي تجسدت في سيرته العطرة، مشيرًا إلى أن حياته تمثل نموذجًا راقيًا للسلوك الإيماني والإنساني.
وأوضح الجازولي أن الإمام علي زين العابدين عُرف بورعه وتقواه وكثرة عبادته حتى لُقِّب بـ«السجاد»، لافتًا إلى أن إحياء ذكراه يفتح آفاق التأمل في معاني العبودية الخالصة والرضا بقضاء الله، خاصة في ظل ما تواجهه الأمة من تحديات تستدعي استحضار القيم الروحية والأخلاقية.
تزكية النفوس وتعميق قيم المحبة والسلام
وشدد شيخ الطريقة الجازولية على أن موالد أهل البيت تمثل منارات هداية وروحانية تسهم في تزكية النفوس وتعميق قيم المحبة والسلام، مؤكدًا أن الإمام علي زين العابدين سيظل رمزًا خالدًا للعبودية الصادقة، والصبر، والثبات.
وأشار شيخ الطريقة الجازولية إلى المكانة التاريخية والدينية لمسجد الإمام علي زين العابدين بالقاهرة، وما يزخر به من نفحات روحية، مبينًا أن الاحتفال بالمولد يشمل عددًا من الفعاليات الدينية والعلمية، مثل مجالس الذكر، والندوات التوعوية، وتلاوة الأدعية، بما يسهم في ترسيخ الوعي الديني ونشر منهج الوسطية.
أهل بيت رسول الله
والإمام علي زين العابدين من أهل بيت ؤسول الله صلى الله عليه وسلم الذين جمعوا بين عمق العلم وسمو الأخلاق، فكان مثالًا للعالم العابد الذي يُترجم إيمانه سلوكًا ورحمة في تعامله مع الناس. وقد أسهمت أدعيته ومناجاته، وعلى رأسها ما ورد في «الصحيفة السجادية»، في ترسيخ معاني الخشوع والتوكل والإحسان، لتظل تراثًا روحيًا خالدًا يغذي القلوب ويهذب النفوس، ويؤكد أن العبادة الحقة تمتد أثرها إلى بناء الإنسان والمجتمع على أسس من الرحمة والعدل والتقوى.
بيت النبوة
وينتمي الإمام علي زين العابدين إلى بيت النبوة، فهو علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، سبط رسول الله ﷺ من ابنته السيدة فاطمة الزهراء. وأمه السيدة شاه زنان بنت يزدجرد، ويجتمع نسبه الشريف في رسول الله ﷺ، ليكون بذلك رابع أئمة أهل البيت، وحلقة مضيئة في سلسلة النسب النبوي الذي جمع بين الشرف، والعلم، والفضل.



