ترامب يدعم صفقة الغاز الطبيعي ضمن خطة السلام في الشرق الأوسط
حققت إدارة ترامب انتصارًا دبلوماسيًا جديدًا بتقريب مصر وإسرائيل عبر اتفاقية لتصدير الغاز الطبيعي، تهدف إلى تعزيز طموحات البلدين في مجال الطاقة وزيادة نفوذهما الإقليمي، وتشير التقارير إلى أن هذه الخطوة قد تمهد الطريق لاحتمال عقد قمة مشتركة بين القادة.
وكان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أعلن أن صفقة الغاز، بقيمة 35 مليون دولار، بين شركة شيفرون وشركاء إسرائيليين، ستزود مصر بالغاز الطبيعي.
وقال نتنياهو يوم الأربعاء: "هذه الاتفاقية تعزز مكانة إسرائيل كقوة إقليمية في مجال الطاقة وتساهم في استقرار المنطقة".

أهمية الصفقة
تسعى الولايات المتحدة من خلال هذا الاتفاق إلى دعم جهود التطبيع مع إسرائيل في المنطقة، ضمن مساعي أوسع تشمل اتفاقيات أبراهام مع دول مثل السعودية وسوريا ولبنان.
ويأتي ذلك في ظل انتكاسات واجهتها هذه الجهود منذ اندلاع حرب غزة قبل أكثر من عامين، حيث تظل مصر شريكًا إقليميًا أساسيًا لمساندة خطة السلام الأمريكية وأجندتها في الشرق الأوسط، مع التركيز على الحد من النفوذ الإيراني.
تفاصيل الاتفاقية
أفادت التقارير أن نتنياهو وافق على اتفاقية تصدير الغاز بعد ضغوط أمريكية كبيرة، وكان من المقرر أن يزور وزير الطاقة الأمريكي كريس رايت إسرائيل في أكتوبر، لكن الزيارة ألغيت بسبب تحفظات وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين المتعلقة بالأسعار.
وبموجب الاتفاقية، سيزود حقل ليفِياتان الإسرائيلي مصر بـ 130 مليار متر مكعب من الغاز حتى عام 2040، بالتعاون مع شركات شيفرون، ونيوميد إنرجي، ورايشيو بتروليوم إنرجي.

وتستورد مصر حاليًا نحو 20% من احتياجاتها من الغاز الإسرائيلي، في إطار جهودها لأن تصبح مركزًا إقليميًا لتصدير الغاز الطبيعي المسال.
وقال نتنياهو في بيان مصور إن الاتفاقية تشجع المزيد من الشركات على الاستثمار في استكشاف الغاز في المياه الاقتصادية الإسرائيلية، مؤكّدًا التزامه بأسعار عادلة للمستهلكين الإسرائيليين.
التوترات السابقة والتحديات
ورغم الصفقة لا تزال العلاقات بين القاهرة وتل أبيب متوترة بسبب الصراع في غزة، خاصة على طول الحدود في سيناء، إلا أن البلدين يلتزمان بمعاهدة السلام الموقعة عام 1979 برعاية أمريكية.
ويسعى البيت الأبيض أيضًا لعقد قمة بين نتنياهو والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، معتبرًا أن بيع الغاز لمصر يشكل خطوة تتجاوز التعاون الأمني، ويعزز علاقات إسرائيل مع الدول العربية.
السياق الإقليمي
تأتي الصفقة بعد توترات بين مصر وإدارة ترامب بسبب خطة أولية لغزة تهدف إلى نقل السكان الفلسطينيين، وهو ما رفضه السيسي، كما وقعت إسرائيل سابقًا اتفاقيات أبراهام مع الإمارات والبحرين والمغرب والسودان، بينما تعد السعودية المرشح الأبرز للانضمام مستقبلًا، مع استمرار الضغوط العسكرية الإسرائيلية على سوريا ولبنان.

تصريحات المسؤولين
إيلي كوهين، وزير الطاقة الإسرائيلي: تمثل هذه الاتفاقية لحظة تاريخية لإسرائيل على المستويات الأمنية والدبلوماسية والاقتصادية، وهي أكبر صفقة تصدير في تاريخ البلاد.
مسؤول أمريكي: أخبرنا نتنياهو بضرورة تحويل هذا الاتفاق إلى سلام ودي والعمل معًا لتهدئة الأوضاع في المنطقة، إذا نجحت التجربة مع مصر، يمكن تطبيقها لاحقًا مع سوريا ولبنان والسعودية.



