اليوم العالمي للغة العربية.. الأزهر للفتوى يدعو للاهتمام بها تنشئةً وتعليمًا
احتقى مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية باليوم العالمي للغة العربية، حيث شدد الأزهر للفتوى على أن الاهتمام بها تنشئةً وتعليمًا وممارسةً مسؤولية مجتمعية.
اليوم العالمي للغة العربية
وقال الأزهر للفتوى إن اللغة العربية من أهم مكونات الهوية والوعي الحضاري، مشيرًا إلى أن اللغة العربية ليست مجرد أداة للتواصل، بل هي لغة القرآن والجمال، ووعاء هوية أمتنا، وحافظة ذاكرتها الحضارية، وجسر الانتماء الذي يصل الأجيال بتاريخها وثقافتها وقيمها.
كما شرف الله اللغة العربية بأن جعلها لغة القرآن الكريم، فارتبطت بالعقيدة والتشريع وفكر الأمة ووجدانها، وكانت على مدى القرون وعاءً للعلوم والمعارف المختلفة، ولسانًا معبرًا عن الحضارة الإسلامية، قال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}. [يوسف: 2]، لافتًا إلى أن الاهتمام باللغة العربية تنشئةً وتعليمًا وممارسةً مسؤولية مجتمعية، تبدأ من الأسرة، وتتعزز في المدرسة، وتكتمل في وسائل الإعلام والخطاب العام؛ فبسلامة اللغة تسلم الأفكار، وبقوتها يقوى الوعي والانتماء.
وأوضح: ليس من الوعي ولا الوطنية الافتخار بهجر العربية أو ازدرائها، فمن أخطر ما يهدد اللغة العربية تشويه صورتها في أذهان النشء، ووصفها بالصعوبة والتعقيد، أو النيل من معلميها؛ وهو ما ينعكس سلبًا على ثقة الأجيال في لغتهم وقيمهم وشخصيتهم، ويضعف ارتباطهم بهويتهم وثقافتهم، وأن اللغة العربية بما تملكه من جمال، وثراء، ومرونة، وقدرة على التعبير عن أدق المعاني، في أبدع أسلوب، قادرةٌ على مواكبة العصر، متى وجدت من يقربها ويصونها، ويقدّمها للأجيال في صورة حيّة محببة.
وشدد على أن الاعتزاز باللغة العربية لا يعني الانغلاق أو رفض تعلم اللغات الأخرى، بل يعني احترام الأصل والتمكن منه ومن أدواته وما ينتجه من تميز وتفرد معرفي وحضاري، فاللغات تُكسب المهارات، واللغة الأم تكون الهوية، ولا تعارض بين الانفتاح على العالم والاعتزاز بلغة القرآن التي هي لغة ثقافتنا وحضارتنا.
اليوم العالمي للغة العربية
تُعدّ اللغة العربية ركناً من أركان التنوع الثقافي للبشرية، وهي إحدى اللغات الأكثر انتشاراً واستخداماً في العالم، إذ يتكلمها يومياً ما يزيد على 400 مليون نسمة من سكان المعمورة. يحتفل العالم باليوم العالمي للغة العربية في الثامن عشر من كانون الأول/ ديسمبر من كل عام.
وقد وقع الاختيار على هذا التاريخ بالتحديد للاحتفاء باللغة العربية لأنه اليوم الذي اتخذت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1973 قرارها التاريخي بأن تكون اللغة العربية لغة رسمية سادسة في المنظمة.
وقد أبدعت اللغة العربية بمختلف أشكالها وأساليبها الشفهية والمكتوبة والفصيحة والعامية، ومختلف خطوطها وفنونها النثرية والشعرية، آيات جمالية رائعة تأسر القلوب وتخلب الألباب في ميادين متنوعة تضم على سبيل المثال لا الحصر الهندسة والشعر والفلسفة والغناء. وتتيح اللغة العربية الدخول إلى عالم زاخر بالتنوع بجميع أشكاله وصوره، ومنها تنوع الأصول والمشارب والمعتقدات.
ويزخر تاريخ اللغة العربية بالشواهد التي تبيّن الصلات الكثيرة والوثيقة التي تربطها بعدد من لغات العالم الأخرى، إذ كانت اللغة العربية حافزاً إلى إنتاج المعارف ونشرها، وساعدت على نقل المعارف العلمية والفلسفية اليونانية والرومانية إلى أوروبا في عصر النهضة. وأتاحت اللغة العربية إقامة الحوار بين الثقافات على طول المسالك البرية والبحرية لطريق الحرير من سواحل الهند إلى القرن الأفريقي.



