الشيخ خالد الجندي يحذر: هناك صنم يعبده بعض الناس ليومنا هذا
أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن الأصنام التي عبدت من دون الله قديما مثل اللات والعزى ومناة وأساف ونائلة وود وسواع ويغوث ويعوق ونسر قد كسرت وانتهت كأصنام للعبادة، ولم يعد لها وجود يعبد كما كانت في الجاهلية، موضحًا أن تحطيم هذه الأصنام كان إيذانا بانتهاء صورة ظاهرة من صور الشرك.
لعلهم يفقهون
وأوضح عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال حلقة خاصة بعنوان "حوار الأجيال"، ببرنامج " لعلهم يفقهون "، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الأربعاء، أن هناك صنمًا آخر لا يزال قائما حتى اليوم، ولم يُكسر بعد، بل يعبده كثير من الناس دون أن يشعروا، وهو صنم النفس، مؤكدا أن هذا الصنم أخطر من الأصنام الحجرية، لأنه خفي ومتجدد، ويتسلل إلى القلوب في صورة هوى وكِبر وتعظيم للذات.
وأشار الشيخ خالد الجندي إلى قول الله تعالى: «أفرأيت من اتخذ إلهه هواه»، مبينًا أن الهوى إذا صار هو الحاكم على تصرفات الإنسان وقراراته، أصبح معبودًا من دون الله، وأن بعض الناس قد لا يسجدون لصنم، لكنهم يعبدون أهوائهم ورغباتهم، فيقدمون ما تهواه النفس على ما يرضي الله.
https://youtu.be/gtb9lxkMrMQ?si=e2bY4bWAPcgUIodN
وأكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، خلال برنامج لعلهم يفقهون أن قوله تعالى: «وأحيط بثمره فأصبح يقلب كفيه» جاء بصيغة المبني لما لم يسم فاعله، موضحًا أن هذا الأسلوب في القرآن لا يعني الجهل بالفاعل كما في كلام البشر، لأن فاعل كل شيء معلوم وهو الله سبحانه وتعالى، وإنما جاء الحذف هنا للعلم التلقائي المباشر بالفاعل، ولأن المقصود نقل المتدبر مباشرة إلى مسرح الأحداث دون تشتيت، فالتركيز منصب على ما جرى من هلاك شامل، لا على ذكر الفاعل صراحة، وكأن الآية تقول إن القدرة الإلهية أحاطت بالثمر إحاطة كاملة، ليبقى المشهد حاضرًا بقوته أمام القارئ.
لعلهم يفقهون
وأوضح الشيخ خالد الجندى، خلال حلقة خاصة بعنوان "حوار الأجيال"، ببرنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الأربعاء، أن هذا الأسلوب ينقلنا فورًا إلى قلب الواقعة، حيث تصبح الأحداث هي العنصر الأهم في الفهم والاستنباط، مؤكدا أن الإحاطة هنا تعني معركة بقاء، لا مجرد حدث عابر، فالهلاك وقع من كل الجهات، ولم يُترك لصاحب الجنتين أي مخرج أو فرصة للنجاة، وهو ما يعمق الإحساس بشدة العقاب وسرعته.
وأشار الشيخ خالد الجندي إلى أن الصراع في القصة ليس صراع عقيدة بالمعنى الظاهر، وإنما هو صراع شكر، موضحًا أن صاحب الجنتين كان مؤمنًا بالله بدليل قوله «ولئن رُددت إلى ربي»، فهو لم يُنكر وجود الله ولا الخلق، وإنما وقع في كفران النعمة، لا كفران العقيدة، مستشهدًا بقوله تعالى «أكفرت بالذي خلقك من تراب»، مبينًا أن هذا الكفر هو كفر نعمة لا إنكار للخالق.
وأوضح خالد الجندي أن الإشكال قد يرد في آخر الآية بقوله «ولم أشرك بربي أحدا»، موضحا أن الشرك هنا ليس عبادة أصنام، وإنما شرك النفس، حين يرى الإنسان نفسه الفاعل الحقيقي والمؤثر الأول، فيعزو النجاح لخبرته وعلمه وإدارته ومواهبه، ويغيب عن قلبه شهود فضل الله، مؤكدًا أن الكبر إذا استحكم في النفس قد يصل بالإنسان إلى هذا النوع من الشرك الخفي، حيث يرى ذاته ولا يرى ربه، فيكون قد أشرك بنفسه دون أن يشعر.




