إندونيسيا تحت الماء.. أكثر من ألف قتيل ومئات المفقودين بسبب الفيضانات
ارتفعت حصيلة ضحايا الفيضانات والانهيارات الأرضية التي ضربت إندونيسيا مؤخرًا إلى 1003 قتلى، فيما لا يزال 218 شخصًا في عداد المفقودين، وفقًا لما أعلنته الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث.
مأساة إنسانية متفاقمة جراء الفيضانات
وأوضحت الوكالة أن الكوارث التي اجتاحت مقاطعات شمال وغرب سومطرة وآتشيه قبل نحو أسبوعين أسفرت أيضًا عن إصابة أكثر من 5400 شخص، في حين اضطر نحو 1.2 مليون مواطن إلى الإقامة في مراكز إيواء مؤقتة، وسط أوضاع إنسانية صعبة.
وتفاقمت الأزمة خلال الأيام الماضية، حيث أفادت السلطات بارتفاع متسارع في أعداد الضحايا، مع استمرار فرق الإنقاذ في البحث عن عشرات المفقودين تحت الأنقاض وفي المناطق التي غمرتها السيول.
فيضانات سومطرة في قلب الكارثة
وقال المتحدث باسم وكالة إدارة الكوارث في إقليم سومطرة الغربية، إلهام وهاب، في تحديث ميداني، إن عدد الوفيات في الإقليم وحده بلغ 61 شخصًا، فيما لا يزال 90 آخرون مفقودين، وهو ارتفاع كبير مقارنة بالتقديرات السابقة.
وسجلت شمال سومطرة العدد الأكبر من الضحايا بواقع 116 قتيلًا، بينما أحصى إقليم آتشيه ما لا يقل عن 35 حالة وفاة، وسط دمار واسع طال البنية التحتية والطرق والجسور.
دمار واسع للبنية التحتية
وتأتي هذه الكارثة ضمن موجة من الطقس العنيف تضرب جنوب وجنوب شرق آسيا، حيث شهدت دول مجاورة مثل ماليزيا وتايلاند وسريلانكا أمطارًا غزيرة وفيضانات وانزلاقات تربة، خلفت خسائر بشرية ومادية كبيرة.
ويعد موسم الأمطار الموسمية، الممتد عادة من يونيو إلى سبتمبر، سببًا متكررًا لكوارث طبيعية في إندونيسيا، إذ سبق أن لقي 38 شخصًا حتفهم هذا الشهر في جزيرة جاوة جراء انزلاقات أرضية، ولا يزال 13 آخرون مفقودين هناك.
وتصنف هذه الكارثة ضمن أسوأ الكوارث الطبيعية التي ضربت جزيرة سومطرة، لا سيما إقليم آتشيه الذي كان قد تعرض لدمار هائل جراء تسونامي عام 2004.
تكلفة الإعمار بالمليارات
وقدرت الحكومة الإندونيسية كلفة إعادة الإعمار والتعافي بنحو 51.82 تريليون روبية (ما يعادل 3.1 مليار دولار)، وسط انتقادات وجهت للسلطات بسبب عدم إعلان حالة طوارئ كوارث طبيعية، الأمر الذي كان من شأنه تسريع عمليات الإنقاذ وتحسين التنسيق، دون أن تطلب جاكرتا مساعدات دولية.
الرئيس الإندونيسي يتفقد المناطق المنكوبة بسبب الفيضانات
وأجرى الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو، يوم السبت، جولة تفقدية جديدة للمناطق المتضررة، مؤكدًا أن أوضاع مراكز الإيواء مستقرة نسبيًا، وأن الإمدادات الغذائية متوافرة.
وقال سوبيانتو إن العمل مستمر لإعادة فتح الطرق والجسور في المناطق النائية، مشيرًا إلى أن بعض البنى التحتية الحيوية عادت للخدمة.
من جانبه، أوضح رئيس الوكالة الوطنية للحد من الكوارث، سوهاريانتو، أن إقليم آتشيه سيحصل على النصيب الأكبر من تمويل إعادة الإعمار بنحو 25.41 تريليون روبية، فيما ستخصص 12.88 تريليون لشمال سومطرة و13.52 تريليون لسومطرة الغربية.
وأكد أن أعمال إعادة الإعمار ستبدأ تدريجيًا في المناطق التي استقرت أوضاعها، مع نقل المتضررين من مراكز الإخلاء إلى مساكن مؤقتة، في وقت كثف فيه الجيش الإندونيسي جهوده الإغاثية، وقدم نائب الرئيس اعتذارًا رسميًا عن أوجه القصور في الاستجابة الأولية للكارثة.
