غزة تغرق.. أمطار وسيول تضاعف معاناة النازحين والخيام تنهار (صور + فيديو)
تجتاح أمطار غزيرة شوارع قطاع غزة، لتكشف مرة أخرى هشاشة الخيام التي يأوي تحتها آلاف الفلسطينيين، وتحول الأرض إلى طين يغرق فيه الأطفال قبل الممرات، فبين رياح باردة وسيول مفاجئة، تتسرب المياه إلى داخل الملاجئ المؤقتة، وتثقل الأغطية المبتلة، وتضاعف معاناة العائلات التي لم تجد سوى الخيمة مأوى في مواجهة قسوة الشتاء.
أمطار غزيرة تغمر خيام النازحين في قطاع غزة
وفي ظل البنية المنهكة وغياب الإمكانات، تتحول كل موجة مطر إلى اختبار جديد لقدرة السكان على الصمود في واحدة من أقسى البيئات الإنسانية.
وفي هذا التقرير، نستعرض لكم التفاصيل حول أمطار غزة وتأثيرها على الخيام وحياة النازحين في القطاع، وكيف تزيد هذه الأمطار من معاناتهم الإنسانية في ظل ظروف صعبة ومخيمات مكتظة.
مأساة الشتاء في غزة.. وفاة رضيعة نتيجة البرد القارس في خان يونس
ظهرت مشاهد متداولة استمرار تساقط الأمطار الغزيرة المصحوبة بالرعد على مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، وتوفيت رضيعة فلسطينية تبلغ من العمر 8 أشهر، اليوم الخميس، في مدينة خان يونس، نتيجة البرد القارس.
تعرضت مئات الخيام التي تؤوي النازحين الفلسطينيين في مناطق مختلفة من قطاع غزة للغرق، اليوم الخميس، وذلك لليوم الثاني على التوالي، إثر أمطار غزيرة صاحبت منخفضًا جويًا جديدًا يزيد من معاناة آلاف الأسر المشردة.
الأونروا تحذر: الأمطار تزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية
قالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إن هطول الأمطار على قطاع غزة يزيد من تفاقم الأوضاع الإنسانية الكارثية التي يعاني منها مئات الآلاف من النازحين، خاصة في المخيمات والمناطق التي تفتقر إلى مقومات الحماية الأساسية.
وأوضحت الوكالة، في منشور عبر منصتها الرسمية على موقع "إكس" اليوم الخميس، أن غمر الشوارع بالمياه وتسربها إلى خيام النازحين يزيد من سوء الأوضاع المعيشية المتدهورة أصلاً، مشيرة إلى أن البرد القارس، والاكتظاظ، وانعدام مقومات النظافة، ترفع من خطر الإصابة بالأمراض والعدوى، لا سيما بين الأطفال.
وأكدت الأونروا أن هذه المعاناة المتفاقمة يمكن التخفيف منها من خلال تدفق المساعدات الإنسانية دون عوائق، بما في ذلك الإمدادات الطبية ومستلزمات المأوى الملائمة، التي تمكن العائلات من مواجهة ظروف الشتاء القاسية بأمان وكرامة.
السيول تغمر المخيمات وتضاعف معاناة آلاف الأسر المشردة
وذكر مراسل الأناضول أن كميات كبيرة من الأمطار هطلت منذ ساعات الفجر الأولى وحتى ساعات الليل، مما أدى إلى غمر المئات من خيام النازحين في عدة مناطق بالقطاع.
الدفاع المدني يعلن إخلاء عشرات الخيام في رفح تحسبًا لتفاقم الأوضاع
وفي السياق نفسه، أعلن الدفاع المدني في غزة أنه اضطر لإخلاء عشرات الخيام في مدينة رفح جنوبي القطاع بعد أن غمرتها المياه بالكامل، محذرًا من تفاقم الأزمة الإنسانية إذا استمر تأثير المنخفض في ظل غياب المساكن المؤقتة القادرة على حماية السكان.
ويعيش نحو 250 ألف أسرة داخل مخيمات النزوح في غزة، تواجه البرد الشديد والسيول داخل خيام بالية، وفقًا لتصريحات سابقة للدفاع المدني.
و تحولت آلاف الخيام منذ يوم الأربعاء، والتي لجأت إليها العائلات بعدما نجت من الحرب الإسرائيلية خلال العامين الماضيين إلى برك من المياه، أغرقت الفراش والملابس والطعام، ودفعت مئات الأسر إلى مواجهة البرد في العراء دون حماية أو دفء، في مشهد يفاقم معاناتهم في ظل غياب أبسط مقومات الحياة.
93% من خيام غزة غير صالحة للسكن بعد الحرب والأضرار الجوية
وتشكل الخيام التالفة المأوى الوحيد لغالبية النازحين، بينما قدر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، نهاية سبتمبر الماضي، أن نحو 93% من خيام القطاع لم تعد صالحة للسكن، أي ما يعادل 125 ألف خيمة من أصل 135 ألفًا.
ورغم دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الماضي، لم يشهد الوضع الإنساني في غزة تحسنًا ملموسًا، في ظل القيود الإسرائيلية المشددة على دخول المساعدات، وهو ما يخالف بنود الاتفاق الإنساني المخصص لتسهيل تدفق الإغاثة.
وخلال العامين الماضيين، تعرضت عشرات آلاف الخيام لأضرار جسيمة نتيجة القصف أو بفعل الظروف الجوية القاسية، حيث تسببت حرارة الصيف ورياح الشتاء في اهتراء الكثير منها.
