جريمة في "المطبخ السري".. كيف تحولت وجبة غداء عادية إلى كارثة صحية؟
لم تتوقع خمس عاملات بسيطات أن تتحول استراحة الغداء داخل مصنع يعملون به، إلى بداية رحلة مرعبة انتهت على أسرة إحدى المستشفيات بالقاهرة، ففي صباح يوم هادئ بمنطقة 15 مايو، قررت العاملات طلب وجبة ساخنة من أحد المطاعم القريبة، في محاولة لكسر روتين العمل، فلم تكن أي منهم تتخيل أن تلك الوجبة ستصبح محور قضية تكشف واحدة من أخطر وقائع الإهمال الغذائي.
وجبة غداء عادية تتحول إلى كارثة صحية
بعد دقائق من تناول الطعام، بدأت الأعراض في الظهور: تقلصات حادة، آلام مفاجئة بالبطن، وإعياء جعل الجميع يهرع إلى المستشفى، هناك وصلت العاملات واحدة تلو الأخرى، والقلق يسيطر على وجوههم، حيث أكد التقرير الطبي إصابتهم بتقلص معوي، لكن حالتهم مستقرة، ومع تعافيهم التدريجي، كشفوا ما حدث، ووجهت العاملات أصابع الاتهام مباشرة المطعم، مؤكدات أن الوجبة الملوثة هي مصدر الأزمة.
وعلى الفور لم تتأخر الأجهزة الأمنية، فمع تصاعد الحديث على مواقع التواصل الاجتماعي حول الواقعة، تحركت وزارة الداخلية لكشف الحقيقة، وبالفحص تبين أن منشورا متداولا على الإنترنت يروي تفاصيل الواقعة، قد أثار غضب المواطنين، ما دفع رجال الشرطة إلى التحرك الفوري.
وبعد تقنين الإجراءات، داهمت قوة أمنية المطعم المشار إليه، لتبدأ فصول القصة الأخطر، داخل المكان، حيث اكتشف ما يشبه «المطبخ السري»: لحوم مجهولة المصدر، مكونات بلا أي بيانات أو تواريخ صلاحية، أدوات تحضير ملوثة، ومواد خام لا تصلح للاستهلاك الآدمي، بل الأسوأ من ذلك، أن المالك الذي قبض عليه في الحال، كان يدير المطعم دون أي تراخيص قانونية.
الصدمة لم تتوقف هنا، فالمشهد داخل المطعم أكد أن ما بدا للعاملات وجبة عادية، كان في الحقيقة قنبلة صحية صامتة، وعلى الفور، جرى اتخاذ الإجراءات القانونية ضد صاحب المطعم، مع التنسيق الكامل مع الجهات المختصة لإغلاق المكان قبل أن يتحول إلى مصدر لضحايا جدد.

