خبير دولي لـ"نيوز رووم": كلام الأسد عن بوتين ليس له قيمة سياسية ولن يتم تسليمه
نشرت قناة العربية، أمس الأحد، الجزء الثاني من تسريبات الرئيس السوري السابق بشار الأسد والإعلامية السورية الراحلة لونا الشبل برفقة أمجد عيسى، أثناء قيادته بالسيارة في شوارع الغوطة الشرقية بالعاصمة دمشق.
في الجزء الثاني من التسريبات التي نشرتها قناة العربية، ظهرت مقاطع جديدة يسخر فيها الأسد ولونا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
يذكر أن بشار الأسد يعيش الآن في العاصمة الروسية موسكو، ورفض بوتين تسليمه للرئيس السوري أحمد الشرع.

هل سيقوم بوتين بتسليم الأسد لأحمد الشرع؟
قال السياسي اللبناني والخبير الدولي، أحمد يونس، أن ما صدر من تسريبات تخص بشار حول الكلام عن بوتين “بالمنطق السياسي ليس له قيمة”.
وأوضح يونس، في تصريحات خاصة لموقع “نيوز رووم”، أن بشار الأسد سيكون مجرد ورقة توظف في مستقبل العلاقات مع السلطة الحالية، ولكن لن يدفع بوتين لسلوك جديد اتجاه بشار، وأضاف: “هو سيبقى مجرد ورقة للتفاوض إلى أن يصبح بلا قيمة (بشار) ويصبح عبئا واضحا على روسيا”.
وتابع السياسي اللبناني: “في حال أصبح بشار عبئا على روسيا، فربما يدفع بوتين إلى ترحيله إلى بلد آخر، ولكن لا أظن الآن هناك تغيرات مباشرة في المشهد بعد تلك التسريبات”.
وأشار يونس أن التسريبات تزيد من عبء الأسد السياسي على موسكو بدلاً من أن تجعله ورقة مفيدة، فروسيا، التي تعيد ترتيب مصالحها وفق منطق البراغماتية البحتة، لن تضحي بمكاسبها الاستراتيجية من أجل شخص بات عبئا إعلاميا وسياسيا، لا فرصة تفاوضية.
سر توقيت تسريبات بشار الأسد ولونا الشبل
أكد الخبير الدولي أن تأثير التسريبات سيكون كبير على الشعب السوري، وعلى ما تبقى من هيبة صورة بشار، موضحًا “كلها تخدم السلطة الحالية”.
أوضح يونس أنه “من غير المنطقي أن تكون هذه المواد قد خرجت إلى العلن بفعل تسريب فردي عفوي، بل تبدو جزءا من عملية مدروسة تهدف إلى إعادة تقديم صورة الأسد بوصفه قائدا منكسر الهيبة، مفصولا عن السردية التي بُنيت حوله لعقود”.
وبخصوص توقيت التسريبات، أشار يونس أن التسريبات ظهرت في لحظة إعادة ترتيب المشهد في سوريا، حيث يتم الانتقال من منطق الحرب إلى منطق إدارة ما بعد الحرب، بما يحمله ذلك من ملفات عدالة وانتقام سياسي وتسويات كبرى، وأضاف: “في مثل هذه اللحظات، تصبح الحرب على الصورة والسردية لا تقل أهمية عن الحرب على الأرض، بل قد تتفوق عليها في صناعة المستقبل”.
أما تأثير هذه التسريبات على وضع الأسد نفسه، أوضح الخبير الدولي أنه سيكون تأثير تراكمي أكثر منه فوريا، فهي لا تغيّر الواقع العسكري أو القانوني مباشرة، لكنها تسحب منه ما تبقى من رصيد رمزي لدى من كانوا ينظرون إليه كرمز صمود أو كقائد تاريخي.
من يقف وراء تسريبات الأسد ولونا الشبل؟
أما الجهة التي تقف وراء هذه التسريبات، قال السياسي اللبناني: “سواء كانت داخل بنية الدولة السورية الجديدة أو ضمن شبكات كانت قريبة من النظام السابق ثم انقلبت عليه، فهي لا شك أنها تمتلك هدفا واضحا يتمثل في إغلاق أي نافذة معنوية يمكن أن تفتح أمام أنصاره لإعادة إنتاجه سياسياً أو عاطفيا”.
وبخصوص مسؤولية السلطة السورية الحالية في تسريب هذه الفيديوهات، قال يونس أنه من الصعب التأكيد على الجزم بدور رسمي مباشر، ولكن من المؤكد أن توقيت التسريب يخدم مصلحتها السياسية، فالسلطة الحالية التي تسعى إلى ترسيخ شرعيتها تحتاج إلى تفكيك صورة النظام السابق لا فقط بوصفه ساقطا عسكريا، بل مهزوما أخلاقيا ونفسيا.
وأضاف يونس: “هذه المقاطع تؤدي هذا الدور بفاعلية، إذ تنقل الصراع من مستوى النزاع على السلطة إلى مستوى الحكم القيمي على مرحلة كاملة، ما يسهل عملية القطيعة مع الماضي في الوعي العام”.



