تسريب يورط بشار الأسد.. كيف سيرد بوتين على سخريته من وجهه؟
بتاريخ 2018 سخر الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد من وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أثناء قيادته السيارة في فيديو مسرب برفقة الإعلامية الراحلة لونا الشبل، حيث قال إن وجه بوتين " نافخ وكله عمليات"
وقد نشرت قناة العربية/ الحدث هذا المقطع في الوقت الحالي بالتزامن مع إقامة بشار الأسد وعائلته في روسيا التي يحكمها بوتين، فما رد فعل الرئيس الروسي بعد سخريته من وجهه؟
سخرية بشار الأسد من بوتين
في هذا الصدد قالت الدكتورة مونيكا وليم الباحثة في العلاقات الدولية، إن التسريب الذي يظهر فيه بشار الأسد وهو يسخر من وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يمكن التعامل معه بمعزل عن طبيعة العلاقة المعقدة بين الطرفين، ولا عن التحولات التي طرأت عليها بعد سقوط النظام السوري ولجوء الأسد إلى روسيا.
وأوضحت الدكتورة مونيكا وليم في تصريح خاص لموقع نيوز رووم، أن علاقة موسكو بدمشق لطالما قامت على تبعية الأسد للقرار الروسي الذي شكل الضامن الأساسي لبقائه السياسي والعسكري، مقابل تمكين روسيا من الحفاظ على موطئ قدم استراتيجي في الشرق الأوسط عبر سوريا، ومع تغير الظروف ولجوء الأسد إلى الأراضي الروسية، تصبح أي تصريحات أو تسجيلات قديمة عاملاً حساساً يضع روسيا أمام معادلة دقيقة بين حماية صورة بوتين كقائد لا يهان وبين التعامل مع حليف سابق في حالة ضعف تام.

مونيكا وليم: بوتين يتمتع بشخصية شديدة الانضباط
وأضافت وليم أن تحليل رد الفعل الروسي يجب أن يستند إلى النظرية السلوكية للقيادة والسمات الشخصية، مشيرة إلى أن بوتين يتمتع بشخصية شديدة الانضباط تتسم بالهدوء وقلة الكلام وعدم إظهار المشاعر، ما يقلل من احتمالات صدور ردود فعل انفعالية.
ولفتت إلى أن خلفيته في جهاز المخابرات السوفييتية KGB أكسبته قدرة على الفصل بين الإساءات الشخصية والمصالح الاستراتيجية، حيث يوازن بدقة بين مكانته كزعيم وبين مصالح الدولة دون الانجرار وراء استفزازات فردية.

وتابعت الباحثة أن هذه السمات تجعل من غير المرجح أن يلجأ بوتين إلى أي رد فعل مباشر أو عدائي ضد الأسد، مؤكدة أن خيار التخلص من الأسد أو استهدافه بشكل شخصي غير وارد في الحسابات الروسية.
السيناريوهات المحتملة
وأكدت الدكتورة مونيكا وليم أن السيناريو الأول الأكثر ترجيحاً يتمثل في التجاهل الرسمي للتسريب، باعتباره لا يغير في المعادلة الاستراتيجية ولا يمثل تهديداً حقيقياً، لا سيما أن بوتين يرى نفسه في موقع أعلى من الدخول في مهاترات فردية.
بينما السيناريو الثاني محتمل يتمثل في ممارسة موسكو أدوات نفوذها التقليدية، مثل تقييد حركة الأسد أو فرض شروط على وجوده داخل روسيا، بما يعكس طريقة موسكو في ضبط سلوك الحلفاء السابقين من دون تصعيد.
أما السيناريو الثالث، وهو الأقل احتمالاً لكنه وارد نظرياً، فيتعلق بزيادة الرقابة على الخطاب الإعلامي والسياسي لبشار الأسد لضمان عدم استخدام أي تصريحات سابقة أو لاحقة بما يسبب حرجاً داخلياً أو خارجياً لبوتين.
واختتمت الدكتورة مونيكا وليم بالتأكيد أن جميع السيناريوهات المحتملة تشير إلى نهج روسي قائم على الحذر الاستراتيجي وحسابات المصالح العليا، بعيداً عن الانفعالات أو القرارات الشخصية، وهو ما يعكس بوضوح سمات القيادة الروسية القائمة على الانضباط والجرأة المحسوبة.



