حماية المواطن أولوية
بعد تزايد أزمة الكلاب الضالة في الشوارع.. الطب البيطري "خارج الخدمة"!
تتفاقم أعداد الكلاب الضالة في مصر ورغم عدم وجود إحصائية رسمية تفيد أعدادها بشكلِ دقيق إلا أنها تُقدّر بالملايين، حتى صارت مصدرًا للرعب في الشوارع خاصة مع ارتفاع حالات العقر بشكل شبه يومي.
وفي إطار حرص «نيوز رووم» على وضع حلول من شأنها مواجهة أزمة تكاثر الكلاب الضالة وجه البعض باللائمة على قطاع الطب البيطري.
غياب خطة حقيقية للتعامل مع كارثة الكلاب الضالة
بحسب خبير التنمية المحلية أحمد أبو المحاسن، فإن ظاهرة الكلاب الضالة تتفاقم لغياب المواجهة الحقيقية من الطب البيطري على مستوى محافظات الجمهورية، منوهاً أن الفترة الأخيرة شهدت انتشار العديد من الكلاب الضالة التي أدت إلى عقر العديد من المواطنين.
وأكد في تصريحات خاصة لـ «نيوز رووم» أن الأجهزة التنفيذية في المحافظات عليها أيضا أن تستعين بمديريات الطب البيطري والتنسيق الجيد في تنظيم حملات توعية وتطعيم لهذه الكلاب حفاظاً على سلامة وأمن المواطنين، مشيرًا إلى أن الأجهزة التنفيذية في المحافظات عليها دور كبير في مواجهة هذه الظاهرة باعتبارها حلقة الوصل بين الحكومة والمواطنين، لافتا إلى أن الفترة الماضية شهدت حملات توعية وتطعيم في المحافظات.
كما طالب بضرورة أن يستكمل الطب البيطري التنسيق مع المحافظات لمواجهة تلك الظاهرة، مشددًا على ضرورة أن يتابع المحافظين وقيادات المحافظات كافة الحملات وتقديم الدعم اللازم لها والتنسيق مع كافة الجهات المعنية لمواجهة الظاهرة والحد منها.
ارتفاع حالات العقر بشكل شبه يومي
في مقابل الاتهام بالتقصير، كشف الدكتور محمود عفيفي، الأمين العام لنقابة الأطباء البيطريين، أن أعداد الكلاب الضالة في مصر تُقدّر بالملايين، دون وجود رقم رسمي دقيق، لكنه أكد أن الواقع يكشف حجم المشكلة بكل وضوح، وأن الشوارع أصبحت مصدرًا لرعب المواطنين، مع ارتفاع حالات العقر بشكل شبه يومي.
وقال إن مواجهة أزمة الكلاب الضالة أصبحت ضرورة ملحّة بعد تفاقم الشكاوى وارتفاع حجم الخطر الذي تتعرض له الأسر في مختلف المحافظات، مشيرًا إلى أن ما أعلنه مجلس الوزراء بشأن خطة التعامل مع الظاهرة خطوة مهمة، لكنها تحتاج إلى التطبيق الحازم والتعاون الكامل بين الحكومة والمجتمع المدني.
جمعيات الرفق بالحيوان
وأضاف عفيفي، في تصريحات خاصة لـ «نيوز رووم»، أن بعض جمعيات الرفق بالحيوان تتمسك برؤى لا يمكن تطبيقها بشكل كامل على أرض الواقع، مؤكدًا: "لا أحد يعادي الحيوان، ولا يوجد من يرحم الحيوان أكثر من الطبيب البيطري، لكن حماية الإنسان أولى، والتوازن البيئي لا يتحقق بالشعارات."
مراكز إيواء في كل محافظة
وأوضح أن الحل الأمثل يبدأ بوجود "شِلْتَر" أو مراكز إيواء في كل محافظة، يتم فيها تجميع الكلاب الضالة بعد اصطيادها من الشوارع بواسطة فرق مدربة، على أن يُجرى تعقيم وتحصين جزء منها وإعادته إلى مكانه الأصلي حفاظًا على التوازن البيئي، بينما يتم الاحتفاظ بالنسبة الأكبر داخل الإيواء حتى تنتهي دورة حياتها الطبيعية.
وقال الأمين العام لنقابة البيطريين: "لا يمكن بأي حال إعادة جميع الكلاب للشوارع؛ فالهدف هو خفض الأعداد، وليس تدوير الخطر. نُبقي فقط نحو 10% بعد تعقيمها وتحصينها، بينما تبقى 90% داخل مراكز الإيواء، وهذا هو الأسلوب العلمي الوحيد المعمول به دوليًا."
ما هو دور الأطباء البيطريين؟
وأشار عفيفي إلى أن دور نقابة الأطباء البيطريين ينحصر في التوعية وتقديم الدعم العلمي والمهني للطبيب البيطري، بينما المسؤولية التنفيذية تقع على وزارات الزراعة والبيئة والتنمية المحلية والداخلية، وفق الاستراتيجية الوطنية 2030 لمواجهة الظاهرة.
وانتقد الدكتور محمود عفيفي بعض الجمعيات التي تكتفي - حسب قوله - بإثارة مشاعر المواطنين دون تقديم دعم حقيقي، مضيفًا: "لو كانت هذه الجمعيات جادة في حماية الحيوان، لشاركت في تنفيذ خطة الدولة على الأرض بدلًا من الاعتراض فقط."
وأكد في ختام حديثه أن الطبيب البيطري هو الأقدر على التعامل مع الحيوانات علميًا وإنسانيًا، لكنه مسؤول أيضًا عن حماية الإنسان: "نحن نعالج الحيوان ونحصّنه ونحافظ عليه، لكن عندما يتحول إلى خطر مباشر على حياة الناس، هنا تصبح حماية المواطن أولوية لا يمكن التهاون فيها."

