أوقاف أسيوط تنظم ندوة توعوية حول " مفهوم الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة"
نظمت مديرية أوقاف أسيوط اليوم الأحد 7 ديسمبر ندوة توعوية موسعة بعنوان: «مفهوم الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة»، وذلك ضمن فعاليات مبادرة «صحّح مفاهيمك» التي أطلقتها الوزارة لترسيخ المفاهيم الصحيحة الدينية والمجتمعية، وبناء وعي رشيد لدى أفراد المجتمع، وخاصة شريحة السيدات.
وجاءت الندوة برعاية الدكتور أسامة السيد الأزهري وزير الأوقاف، وبرعاية الدكتور عيد علي خليفة وكيل وزارة الأوقاف بأسيوط، وتحت إشراف الشيخ محمد عبد اللطيف مدير عام الدعوة وعميد المركز الثقافي الإسلامي، وبالتعاون المثمر مع المجلس القومي للمرأة، الذي يشارك في برامج التوعية الأسرية والصحية على مستوى الجمهورية.
و قدّم فعاليات الندوة الدكتور أحمد عبد العزيز محمد، إمام وخطيب بمديرية أوقاف أسيوط، الذي بدأ اللقاء بالاستماع لآراء الحاضرات ومعلوماتهن حول مفهوم الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة، في خطوة تعكس التفاعل المباشر الذي تهدف إليه المبادرة في تصحيح المفاهيم بالاستناد إلى الواقع الفعلي للمجتمع.
تصحيح المفاهيم حول الصحة الإنجابية
أوضح أحمد عبد العزيز أن الصحة الإنجابية ليست قاصرة على مرحلة الحمل والولادة فحسب، بل هي منظومة شاملة تبدأ من تهيئة الأسرة نفسيًا وصحيًا واجتماعيًا، وتشمل الأم والأب على السواء. كما بيّن أن الوعي الإنجابي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بقدرة الأسرة على توفير الرعاية الحقيقية للأبناء، وتحقيق الاستقرار المادي والمعنوي الذي تحتاجه الأسرة السليمة.
وأكد أن للأب دورًا كبيرًا لا يقل عن دور الأم، فالتربية مسؤولية مشتركة، ولا يمكن للأب أن يقوم بواجبه نحو أسرته ما لم يكن قادرًا على الإنفاق وتوفير الاحتياجات الأساسية والمعنوية لهم، مبينًا أن من فقه الأسرة في الإسلام تقديم رعاية متوازنة تحفظ للأبناء حقوقهم وتضمن لهم بيئة صحية وسليمة.
والد ووالدة… أم أب وأم؟
وفي إطار توضيحه الفارق بين المفاهيم، قال الشيخ أحمد عبد العزيز:"نريد أن نقدم للمجتمع أبًا وأمًا… لا مجرد والد ووالدة. فالوالدان هما من ينجبان، أما الأب والأم فهما من يربيان ويصنعان الرجال والنساء الذين يُصلحون المجتمع."
هذا التفريق لقي تفاعلاً كبيرًا من الحاضرات، إذ لامس واقع الكثير من البيوت التي يُوجد فيها الإنجاب دون تربية، مما يتسبب في مشكلات اجتماعية كبيرة.
وأشار الشيخ احمد إلى أن للمولود حقًّا أصيلاً ينبغي على المجتمع كله صيانته، وهو أن تُقدَّم له أم قبل الحمل وأثناءه وبعده، موضحًا أن الأمومة مشروع كامل يحتاج إلى استعداد، وليس مجرد وظيفة بيولوجية.
وقسّم الشيخ أحمد عبد العزيز هذا الحق إلى ثلاث مراحل أساسية:
1. الأم قبل الحمل:
أن تكون بالغة راشدة مؤهلة نفسيًا وعقليًا، لا طفلة تبحث عن اللعب والصِّبا، فزواج الصغيرات يضيع عليهن حق الطفولة، ويجعل الأسرة كلها عرضة للاضطراب.
2. الأم أثناء الحمل:
أن تكون قادرة صحيًا على الحمل وتحمل تبعاته، فالحمل مسؤولية كبيرة تتطلب جسدًا يتحمل، وعقلًا يدرك طبيعة المرحلة.
3. الأم بعد الحمل:
أن تكون قادرة على التربية، وعلى صناعة جيل صالح من أبنائها، لأن التربية بعد الولادة هي أهم مرحلة وأعظمها أثرًا في تكوين شخصية الطفل.
التخطيط للإنجاب ضرورة شرعية
وخلال الندوة أكد فضيلته أن التخطيط للحياة والإنجاب ليس بدعة ولا مخالفًا للشريعة كما يظن البعض، بل هو من الضرورات الشرعية التي تحفظ الأسرة وتمنحها القدرة على التربية والرعاية.
وبيّن أن الإسلام لم يكتفِ بالدعوة إلى الإنجاب، بل دعا إلى حسن التربية وإتقان البناء الأخلاقي والسلوكي للأبناء، وهذا لا يتحقق إلا بتنظيم الشؤون الأسرية بما يتناسب مع قدرة الزوجين وإمكاناتهما.
وفي ختام اللقاء، وجَّه رسالة للحاضرات بأن الأسرة الواعية هي أساس بناء مجتمع قوي، وأن وزارة الأوقاف ماضية في نشر الوعي الصحيح بأساليب علمية ودينية متوازنة، من خلال مبادرة «صحّح مفاهيمك» وبرامجها المستمرة في مختلف الإدارات.
كما أعربت الحاضرات عن تقديرهن للندوة وما قدّمته من تصحيح لمفاهيم شائعة، مؤكدات أن مثل هذه اللقاءات تُعد حجر أساس في بناء ثقافة مجتمعية واعية تعالج قضايا الأسرة بطريقة علمية ودينية مستنيرة.


