بيت لحم تستعيد بريقها: إضاءة شجرة الميلاد 2025 بعد عامين من التوقف
شهدت مدينة بيت لحم مساء السبت، لحظة طال انتظارها، مع إعادة إضاءة شجرة عيد الميلاد في ساحة المهد بعد انقطاع دام عامين، وسط حضور رسمي ودبلوماسي واسع وجموع كبيرة من المواطنين الذين احتشدوا ليشهدوا عودة هذا التقليد الوطني والروحي العريق.
وجرى الاحتفال برعاية الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ومشاركة ممثله الدكتور رمزي خوري، رئيس اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس، إلى جانب شخصيات حكومية ووطنية بارزة، وقادة المؤسسات والهيئات المحلية، وعدد من السفراء والقناصل، بالإضافة إلى رئيس بلدية أسيزي الإيطالية ووفد مرافِق.
استقبال رسمي ورسالة صمود من مدينة المهد
بدأ الاحتفال بعزف النشيد الوطني الفلسطيني من قبل مجموعات الكشافة، أعقبه الوقوف دقيقة صمت حداداً على أرواح شهداء فلسطين.
وخلال كلمته، رحّب رئيس بلدية بيت لحم ماهر نيقولا قنواتي بالحضور الرسمي والكنسي والدبلوماسي، مؤكداً أن المشاركة الواسعة تعكس مكانة المدينة كأيقونة روحية وإنسانية يتجه إليها العالم مع اقتراب موسم الميلاد.
وأشار قنواتي إلى أن بيت لحم، رغم كل ما تمر به من آلام وتحديات، لا تزال تقدّم نورها للعالم من خلال رسالة الميلاد القائمة على العدل والحرية والكرامة الإنسانية، مستشهداً برسالة دعم ومحبة تلقّاها مؤخراً من قداسة البابا لاوون الرابع عشر لشعب المدينة.
شعار العام: نور السلام يشرق من جديد
وأوضح قنواتي أن شعار احتفالات هذا العام: "قومي استنيري يا بيت لحم، لأن نور السلام قد أشرق من جديد"
هو رسالة موجّهة للعالم ولأطفال غزة وكل من فقد الأمان، تؤكد تمسّك الفلسطينيين بالأمل والحياة رغم كل الجراح.
وقدّم قنواتي شكره للدولة الفلسطينية ومؤسساتها والأجهزة الأمنية ووزارة السياحة والداعمين المحليين والدوليين، ولوسائل الإعلام التي نقلت رسالة بيت لحم إلى العالم.
رسالة الرئيس: الميلاد ولادة للأمل وسط الظلام
وفي كلمته، نقل الدكتور رمزي خوري تهاني الرئيس محمود عباس لمسيحيي فلسطين، مؤكداً أن ميلاد المسيح يحمل رسالة رجاء تجدد قدرة الشعوب على مواجهة الألم بالنور.
وأضاف خوري أن بيت لحم، رغم الحصار والتحديات، ما زالت تقف صامدة لتقول إن لا قوة يمكن أن تطفئ نورها، مشدداً على أن الاحتفال ليس مجرد إضاءة شجرة بل إعلان لوحدة الشعب الفلسطيني بكل مكوناته.
كما أكد حرص اللجنة الرئاسية على حماية الوجود المسيحي الأصيل في فلسطين باعتباره جزءاً من الهوية الوطنية، متطلعاً إلى ميلاد يحمل سلاماً حقيقياً وكرامة وحقوقاً للشعب الفلسطيني.
لحظة الإضاءة… ورسائل سلام من حول العالم
وبعد رفع الصلوات، بارك الآباء الأجلاء الشجرة قبل أن تضيء سماء المدينة بألوانها البهيجة، حاملةً رسالة أمل تتجاوز حدود فلسطين.
وتضمّن الحفل بثّ رسائل مصوّرة لشخصيات عالمية، من بينها كلمة للفنان العالمي أندريا بوشيلي، إلى جانب مشاركات رؤساء البلديات المتوأمة مع بيت لحم من أثينا وأسيزي وفيشيزا وفيرونا وجريتشو، الذين عبّروا عن تضامنهم مع المدينة.
عرض ميلادي يجسد التحول من الألم إلى الرجاء
واختُتمت الاحتفالية بعرض فني روحي بعنوان "من ظلال الحرب… يولد السلام"، من إنتاج RJ Production، يعكس قدرة بيت لحم على تحويل المعاناة إلى نور جديد يولد من مغارة الميلاد، المدينة التي لا تزال تبث رسالة السلام إلى العالم.