عاجل

اليوم.. مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك يحتفل بالذكرى الستين «Nostra Aetate»

الأنبا إبراهيم إسحق
الأنبا إبراهيم إسحق

تنظم اللجنة الأسقفية للعدالة والسلام التابعة لـ مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في مصر، لقاء مساء اليوم، بمناسبة مرور 60 عامًا على صدور بيان المجمع الفاتيكاني الثاني "Nostra Aetate"، الذي تناول علاقة الكنيسة بالديانات غير المسيحية، وذلك في مدرسة العائلة المقدسة الجزويت، بحضور عدد من رجال الدين والكهنة والشخصيات الأكاديمية المهتمة بالحوار بين الأديان،  وتهدف الاحتفالية إلى إبراز دور البيان في تعزيز التفاهم والحوار بين الأديان المختلفة، ونشر قيم التسامح والاحترام المتبادل في المجتمع المصري.

وأكدت اللجنة أن مثل هذه الفعاليات تأتي في إطار تعزيز الحوار والتفاهم بين مختلف الطوائف الدينية في مصر، مشيرة إلى أن البيان الفاتيكاني الثاني يمثل مرجعًا مهمًا للحوار بين الأديان في العصر الحديث.

الجدير بالذكر أصدر البابا بولس السادس إعلان (Nostra Aetate)، في 28 أكتوبر 1965،  حول علاقة الكنيسة بالديانات غير المسيحية، وذلك في وقت تتقارب فيه الشعوب أكثر من أي وقت مضى وتزداد الروابط الإنسانية بين مختلف الأمم. الإعلان ركز على ما يجمع البشر وما يدفعهم للتعاون والتآلف، في إطار السعي لتعزيز الوحدة والمحبة بين الناس.

الكنيسة والبحث عن المعنى الروحي

يشير الإعلان إلى أن الأديان المختلفة تحاول الإجابة على أسئلة الإنسان الكبرى حول معنى الحياة والخير والشر والمعاناة والطريق إلى السعادة الحقيقية وما بعد الموت، وماهية الغاية النهائية للحياة. وتشير الكنيسة إلى أن الإنسان يسعى دائمًا لفهم هذا الغموض الوجودي، وأن الديانات المتنوعة تقدم وسائل مختلفة لتحقيق هذا الفهم، سواء عبر التأمل الروحي أو الممارسات التعبدية أو السعي نحو الكمال الأخلاقي.

احترام الكنيسة للأديان الأخرى

يؤكد الإعلان أن الكنيسة لا ترفض أي شيء صادق ومقدس في هذه الديانات. فهي تنظر باحترام صادق إلى التعاليم والممارسات التي، رغم اختلافها عن المسيحية، تعكس شعاعًا من الحقيقة الإلهية التي تنير البشرية. وفي الوقت نفسه، تواصل الكنيسة إعلان أن المسيح هو الطريق والحق والحياة، حيث يجد الإنسان فيه ملء الحياة الدينية ووسيلة المصالحة مع الله.

موقف الكنيسة من الإسلام

كما شدد الإعلان على تقدير الكنيسة للمسلمين، معتبرة أنهم يعبدون إلهًا واحدًا، رحيمًا وكلي القدرة، خالق السماء والأرض. وأشار الإعلان إلى احترامهم للنبي عيسى (يسوع) كمُرسل من الله، وتقديرهم لمريم العذراء، والالتزام بالقيم الأخلاقية والعبادات كالصلوات والزكاة والصوم. ودعت الكنيسة إلى نسيان الخلافات التاريخية والعمل من أجل التفاهم والسلام والعدالة الاجتماعية بين المسيحيين والمسلمين.

العلاقة مع اليهود وأصول الإيمان المسيحي

كما أكد الإعلان على صلة المسيحيين باليهود، مشيرًا إلى أن أصول الإيمان المسيحي موجودة بين الأنبياء والمسيحيين الأوائل. وشددت الكنيسة على أن اليهودية جزء من الإرث الروحي المشترك، وأن أي اتهام جماعي لليهود بصلب المسيح غير مقبول، كما حذرت من أي شكل من أشكال معاداة السامية أو الكراهية الدينية.

الدعوة إلى الأخوة الإنسانية والسلام

واختتم الإعلان بالتأكيد على أن علاقة الإنسان بالله مرتبطة بعلاقته بالآخرين، وأن الحب والاحترام المتبادل بين البشر هما أساس التقوى والعدالة.

 وأشارت الكنيسة إلى رفض أي تمييز أو اضطهاد على أساس العرق أو اللون أو الدين أو الحالة الاجتماعية، داعية الجميع إلى تعزيز السلام والمحبة والتعايش بين الشعوب.

تم نسخ الرابط