عاجل

الأوقاف: "البِشعة" ممارسة قبلية خطيرة ومحرمة شرعًا ومجرمة قانونا

البشعة
البشعة

أكدت وزارة الأوقاف المصرية أن ما يُعرَف بـ« البِشعة » يُعد ممارسة قبلية خطيرة تقوم على إرغام المتهم على لعق قطعة حديد مُحمّاة لإثبات البراءة أو الإدانة، واصفةً إياها بأنها اعتداء صارخ على الجسد والكرامة الإنسانية، وفعلاً يتعارض مع أحكام الشريعة الإسلامية والقوانين الوضعية التي تجرّم التعذيب بجميع صوره.

 أشكال الانتقام الأهلي

وأوضحت الوزارة أن «البِشعة» تمثل شكلًا من أشكال الانتقام الأهلي خارج نطاق القانون، وتتجاوز كونها عادة موروثة إلى كونها صورة من صور التعذيب وإيذاء البدن التي تفتقر لأي أساس شرعي أو عقلي، مشيرةً إلى أن خطورتها تكمن في استبدالها طرق الإثبات الشرعية بطقس بدني مؤذٍ يعتمد على الخرافة والرهبة النفسية.

 تحريم البِشعة

وشددت الأوقاف على أن الفقهاء قديمًا وحديثًا أجمعوا على تحريم البِشعة وبطلان ما يترتب عليها، استنادًا إلى أصول قطعية؛ أبرزها حرمة تعذيب الإنسان، وتحريم الإكراه على الاعتراف، وحصر الفصل في الخصومات في القضاء الشرعي الذي يقوم على البيِّنات المعتبرة واليمين الشرعية، إضافة إلى صيانة النفس البشرية التي عظّمها الإسلام.

مسارات عادلة

وأضافت وزارة الأوقاف أن الشريعة الإسلامية رسمت مسارات عادلة وواضحة لإثبات الحقوق ودفع التهم، ولا تسمح بأي صورة من صور الامتهان أو الإيذاء، مؤكدةً أن الممارسات القبلية التي تتخذ العنف وسيلة للتحكيم تعد خروجًا على الشرع والقانون، وتهديدًا للسلم المجتمعي.

القانون المصري يجرم البِشعة

كما أكدت وزارة  الأوقاف أن القانون المصري يجرم البِشعة وفق مواد تجريم الإيذاء البدني في قانون العقوبات، وتجريم التعذيب الوارد في الدستور والقوانين، فضلًا عن كونها جريمة افتئات على سلطة القضاء عبر محاولات لإقامة العدالة ذاتيًا خارج إطار الدولة.

 البدائل الشرعية والقانونية

وأشارت وزارة  الأوقاف إلى أن البدائل الشرعية والقانونية واضحة، وتشمل القضاء الرسمي، والتحكيم الأهلي المنضبط، والوساطة المجتمعية، والاعتماد على البيّنات الشرعية، مؤكدةً أن هذه السُّبل وحدها التي تحفظ الحقوق وتصون كرامة الإنسان.

 استئصال الظواهر المؤذية

وأكدت  وزارة الأوقاف على أن استئصال الظواهر المؤذية مثل البِشعة مسؤولية مشتركة بين الدولة والمؤسسات الدينية والمجتمع، داعيةً إلى تعزيز ثقافة العدل والرحمة والاحتكام إلى القانون، التزامًا بقوله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}.

تم نسخ الرابط