عاجل

بيل جيتس يحذر: 4.8 مليون طفل مهددون بالوفاة هذا العام بسبب خفض المساعدات الدول

 الملياردير الأمريكي
الملياردير الأمريكي بيل جيتس

حذر الملياردير الأمريكي بيل جيتس من عاقبة مروعة، حيث قد يقضي ما يقرب من 4.8 مليون طفل بحلول نهاية العام الجاري 2025، وذلك نتيجة تناقص حجم المساعدات الدولية المخصصة للصحة والتنمية.

وقال جيتس، في التقرير السنوي لمؤسسة "بيل وميليندا جيتس" الخيرية: "لقد سجل العالم على مدى عقود طويمة تقدمًا مطردًا وثابتًا في مسعاه لإنقاذ حياة الأطفال من الأمراض التي يمكن الوقاية منها، لكننا الآن، وفي ظل تزايد التحديات العالمية وتعقيدها، نرى بوضوح أن هذا التقدم الثمين قد بدأ في التراجع والانحسار".

ويقوم تقرير المؤسسة، الذي يرصد ويحلل التقدم المُحرز نحو تحقيق الأهداف الصحية والتنموية ضمن إطار أهداف التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة، بالإشارة إلى حقيقة مقلقة تتمثل في انخفاض إجمالي المساعدات التنموية العالمية الموجهة لمجال الصحة بنسبة تقدر بحوالي 27% خلال العام الحالي، إذا ما تمت مقارنته بمستويات التمويل خلال العام الماضي 2024.

وأوضح جيتس أن هذه التخفيضات الحادة في الميزانيات والتمويل الدولي تُعد العامل الرئيسي والأكثر تأثيرًا وراء الارتفاع المتوقع في أعداد وفيات الأطفال، على الرغم من وجود عوامل أخرى مساهمة لا يمكن إغفالها، مثل تفاقم أزمات الديون السيادية التي تعاني منها العديد من الدول، إضافة إلى ضعف وهشاشة البنى التحتية والأنظمة الصحية في عدد كبير من المجتمعات الأكثر احتياجًا.

ودعا الملياردير الأمريكي، حكومات الدول وكذلك الأفراد والمؤسسات الخاصة حول العالم إلى مضاعفة الجهود وتركيز الاستثمارات على الحلول المبتكرة التي أثبتت فعاليتها وجدارتها عبر السنين، مثل برامج التطعيم الشامل، والاستثمار الطويل الأمد في تعزيز وتقوية نظم الرعاية الصحية الأولية، باعتبار ذلك سبيلاً لا غنى عنه لتعزيز صحة الأطفال وضمان بقائهم على قيد الحياة.

يذكر أن جيتس كان قد أطلق تحذيرات سابقة في وقت مبكر من هذا العام، ناقلاً فيها قلقه العميق من أن تؤدي سياسات خفض المساعدات إلى وفاة أعداد إضافية من الأطفال. 

وتشير الأرقام إلى أنه في عام 2024، فقد ما يقدر بـ 4.6 مليون طفل حياتهم قبل بلوغهم سن الخامسة، بينما تتوقع المؤسسة الخيرية أن يرتفع هذا العدد ليصل إلى حوالي 4.8 مليون طفل خلال العام الحالي، وفقًا لما جاء في التقرير الذي نُشر يوم الخميس الماضي.

وتشكل هذه الزيادة المرتقبة، بحسب التحليلات، أول ارتفاع مسجل في معدلات وفيات الأطفال التي كان يمكن منعها وتفاديها خلال القرن الحادي والعشرين الحالي، حسبما ذكرت وكالة "رويترز".

وقد بدأت هذه الموجة من التخفيضات مع بداية العام الحالي، حيث شرعت الولايات المتحدة الأمريكية، وهي أحد أكبر المانحين الدوليين، في خفض مساعداتها الإنسانية الدولية، وسرعان ما امتد هذا النهج ليشمل جهات مانحة رئيسية أخرى على الساحة العالمية، مثل المملكة المتحدة وألمانيا.

ويحمل التقرير في طياته تحذيرًا شديدًا للمستقبل، حيث يتوقع أنه في حال استمرار اتجاهات تراجع التمويلات الدولية بالوتيرة الحالية، فقد يؤدي ذلك إلى وفاة عدد إضافي هائل يتراوح ما بين 12 مليون و 16 مليون طفل بحلول عام 2045، مما يضع العالم أمام مسؤولية أخلاقية وإنسانية عاجلة لاتخاذ الإجراءات اللازمة قبل فوات الأوان.

تم نسخ الرابط