الشوادفي: معطيات الاقتصاد المصري كفيلة بحسم جولة التفاوض مع صندوق النقد
أكد الخبير الاقتصادي الدكتور محمد الشوادفي أن لقاءات بعثات صندوق النقد الدولي التي وصلت إلى القاهرة تأتي في إطار اتفاقات ومفاوضات ممتدة منذ أكثر من 4 سنوات، موضحًا أن هناك مبالغ من صندوق النقد الدولي دفعتها للدولة المصرية لتحسين الاقتصاد المصري، وأن هذه اللقاءات تهدف دائمًا إلى تحسين هيكل الاقتصاد المصري وخروج بعض الإصلاحات الإدارية والمالية.
وقال الشوادفي، خلال مداخلة عبر قناة اكسترا نيوز، إن الجولة الحالية من المفاوضات تأتي في ظل مؤشرات كلية تؤكد وجود تقدم ملحوظ، مشيرًا إلى أن «الاحتياطي النقدي النهارده وصل إلى أكثر من 50 مليار، معدلات النمو تجاوزت 4.2»، إلى جانب التطور في حصيلة الضرائب ووجود حوكمة وحزم من التيسيرات الضريبية، مضيفا أن الصندوق يطالب بتعجيل بعض الإصلاحات، لكن مطالبات صندوق النقد الدولي في هذا التوقيت ربما تكون غير مناسبة، مؤكدًا ثقته في التوصل إلى اتفاق جديد نظرًا لامتلاك الحكومة المصرية العديد من أوراق التفاوض.
إعادة طرح «وثيقة ملكية الدولة»
وأشار الشوادفي إلى أن من بين هذه الأوراق إعادة طرح «وثيقة ملكية الدولة»، بجانب جهود توسيع مشاركة القطاع الخاص، مؤكدًا أن «الدولة المصرية خلال السنوات الماضية أعطت فرص كبيرة للقطاع الخاص وأصبح هناك التزام بالحيادية»، فضلًا عن الإصلاحات النقدية والمالية التي تمت بين 2022 و2025 والتي وصفها بأنها «إصلاحية جديرة بالاحترام وحققت نتائج مذهلة»، خاصة في ثبات سعر العملة وزيادة الاحتياطي النقدي.
وحول تأثير المراجعتين الخامسة والسادسة للصندوق على الاستثمار، أوضح «الشوادفي» أن السنوات الأخيرة شهدت ثقة في المؤسسات الدولية بكافة أنواعها في أداء الاقتصاد المصري، مشيدًا ببرامج الدولة القائمة على الإنتاج والتصنيع وتطوير البنية التحتية، مؤكدا أن الخلاف بين الحكومة والصندوق يتعلق دائمًا «ما بين السرعة وما بين الواقعية»، وأن الدولة تنتصر في النهاية عندما تظهر زيادة الإنتاج والصادرات والشمول المالي والإدارة الإلكترونية.
وتابع الشوادفي: أن جذب الاستثمار الأجنبي ضرورة حتمية في ظل تحديات السكان وغياب الموارد النفطية، وأن «كلما زاد الاستثمار الأجنبي، كلما زاد معدلات النمو وقدرة الدولة على تطوير الهياكل الإنتاجية»، مؤكدا تفاؤله بجولة التفاوض الحالية، معتبرًا أنها ستنتهي باتفاق «مرضي للدولة المصرية كالمرات السابقة»، رغم بعض الضغوط.