يوم التطوع العالمي.. الأزهر للفتوى يكشف عمل يعدل أجر المجاهد في سبيل الله
يوافق اليوم الجمعة 5 ديسمبر 2025، يوم التطوع العالمي، حيث احتفت الصفحة الرسمية لمركز الأزهر للفتوى الإلكترونية، بـ بيوم التطوع، مؤكدة: نُذكّر أنفسنا بأن يدًا تمتد لمحتاج.. قد تفتح له باب حياة جديدة.
عمل يعدل أجر المجاهد في سبيل الله
وتابع الأزهر: فقد يبيّن لنا سيدنا النبي ﷺ منزلة من يخدم الضعفاء ويرعى المحتاجين ويسعى على الأرملة والمسكين، وأن عطاءه عند الله كأجر المجاهد في سبيله سبحانه.
عمل يفوق أجر العمرة
كانت أكدت دار الإفتاء أن الإنفاق على الفقراء والمحتاجين أفضل من عمرة التطوع، وقواعد الشريعة وحكمة الله تعالى واضحة في توجيه العباد إلى فعل الخير على أساس تقديم الأهم والأصلح، وذلك يقتضي بأن يُقَدِّمَ السائلُ مصالحَ وحاجاتِ إخوانه من الفقراء والمحتاجين الذين هم في مسيس الحاجة إلى ما يؤويهم، وما يستعينون به على قضاء حوائجهم الضرورية.
العمرة مِن أفضل العباداتِ التي يتقرب بها الإنسان إلى الله سبحانه وتعالى؛ لِمَا فيها من تكفيرِ الذنوب وإجابة الدعوات؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «العُمْرَةُ إِلَى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَينهُمَا، والحَجُّ المَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إلَّا الجَنَّة» متفق عليه.
قال الإمام النووي في “شرح صحيح مسلم”: [هذا ظاهرٌ في فضيلة العمرة، وأنها مكفرةٌ للخطايا الواقعة بين العمرتين].
وتَكرار العمرة والموالاة بينها أمرٌ جائزٌ شرعًا، وهو مَذهَبُ جمهور الفقهاء من الحنفية والشافعية والحنابلة. يُنظر: “رد المحتار” للعلامة ابن عابدين، و”المجموع” للإمام النووي، و”المغني” للإمام ابن قُدَامة المقدسي، وذلك خلافًا للمالكية الذين نصوا على كراهة ذلك في المشهور عندهم، والجواز في غير المشهور. يُنظر: “مواهب الجليل” للعلامة الحَطَّاب.
والعمرة سُنَّةٌ مؤكدةٌ في العمرِ مرة واحدة، وما زاد عن ذلك فهو مندوب، وهو ما ذهب إليه الحنفية -في الصحيح من مذهبهم- والمالكية، والشافعية في قولٍ، والحنابلة في روايةٍ، وهو المختار للفتوى. يُنظر: “البناية” للإمام بدر الدين العَيْني الحنفي.
وذهب الشافعية في الأظهر، والحنابلة في الصحيح من المذهب إلى أنها واجبة؛ كالحج. يُنظر: “روضة الطالبين” للإمام النووي الشافعي، و”كشاف القناع” للعلامة البُهُوتيِّ الحنبلي.
