عاجل

عودة المطلقة لزوجها الأول بعد زواج آخر: الخلاف الفقهي والراجح في مسألة الهدم

الطلاق
الطلاق

ما  حكم عودة المطلقة لزوجها الأول بعد زواج آخر؟، سؤال بينه الشيخ السيد تركي مدير الدعوة بمنطقة وعظ الغربية. 

حالات رجوع المطلقة إلى زوجها الأول بعد أن تتزوج بغيره

وقال «تركي» تُعدّ مسألة الهدم في الطلاق من المسائل الفقهية المهمة التي ترتبط بحالات رجوع المطلقة إلى زوجها الأول بعد أن تتزوج بغيره.

أولًا: محل الاتفاق
اتفق الفقهاء على أنه إذا طلقت الزوجة طلاقًا ثلاثًا بينونة كبرى، ثم تزوجت برجل آخر زواجًا صحيحًا ودخل بها، ثم طلقت منه أو مات عنها، فعادت إلى زوجها الأول؛ فإنها تعود إليه بحلّ كامل، أي بثلاث طلقات جديدة.

ثانيًا: محل الخلاف
اختلف الفقهاء في حالة ما إذا كانت المرأة قد طلقت من زوجها طلقة أولى أو ثانية بينونة صغرى، ثم تزوجت بزوج آخر، ثم فارقها، فعادت للأول:

القول الأول: تعود إليه بما بقي له عليها من عدد الطلقات في العقد الأول.
وهذا مذهب جمهور العلماء:
– محمد بن الحسن من الحنفية
– والمالكية
– والشافعية
– والحنابلة في رواية
ومن الصحابة: عمر، وعلي، وأبو هريرة رضي الله عنهم.

القول الثاني: تعود إليه بحل كامل أي بثلاث طلقات جديدة.
وهو مذهب:
– الإمام أبي حنيفة
– وأبي يوسف
– والحنابلة في رواية
ومن الصحابة: ابن عباس، وابن عمر رضي الله عنهم.

الراجح والمختار:
القول الثاني: أنها تعود لزوجها الأول بحل كامل أي بثلاث طلقات؛ لما فيه من مراعاة استقرار الحياة الزوجية وتجدد العلاقة بعقد جديد كامل الأثر.

نسب الطلاق والزواج في 2025 

كان قد أكد الدكتور وليد رشاد، أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي، أن انخفاض عقود الزواج وارتفاع نسب الطلاق في عام 2024 يعكس مجموعة من العوامل الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، مشيرًا إلى أن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء يراقب هذه المؤشرات بدقة لفهم دلالتها وتأثيرها على المجتمع.

وأوضح خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "مع الناس"، أن الدراسات أظهرت أن الأسباب الأساسية للطلاق تطورت مع الوقت؛ ففي البداية كانت الأسباب الاقتصادية في المرتبة الأولى، بينما في الفترة الأخيرة أصبح تدخل الأهل وسوء الاختيار الزواجي من أهم العوامل المؤثرة، مشيرًا إلى أن الوعي بالاختيار والزواج المبكر يلعب دورًا محوريًا في تقليل الطلاق المبكر، خاصة في السنوات الخمس الأولى من الزواج.

وأشار إلى أن ارتفاع نسب الطلاق في الحضر مقارنة بالريف يعود جزئيًا إلى قوة الروابط الأسرية في الريف، التي تساعد على امتصاص التوترات والصراعات في بدايات الزواج، مؤكدًا أن التدخل الإيجابي للأهل يمكن أن يخفف من هذه المشكلات، بينما غياب هذا الدور يؤدي إلى زيادة فرص الطلاق، خصوصًا في الزواج المبكر أو الاختيار غير المدروس.

وأكد الدكتور رشاد أن مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدني تلعب دورًا مهمًا في الحد من الطلاق، من خلال حملات التوعية التي تنظمها وزارات التضامن والشباب، بالإضافة إلى جهود الأزهر ودار الإفتاء والكنيسة، لتوعية الشباب بأهمية الاختيار السليم والإعداد النفسي والاجتماعي للحياة الزوجية، مشيرًا إلى أن علاج ظاهرة الطلاق مرتبط بالوعي المبكر وبناء أسرة متماسكة ومهيأة للتحديات المستقبلية.

وأكد على أن انخفاض حالات الزواج وارتفاع الطلاق يتطلب استمرار الدراسات والتحليل لمؤشرات الزواج والطلاق، ووضع برامج توعية شاملة تسهم في تعزيز الثقافة الأسرية الصحيحة، وتشجيع الشباب على بناء أسرة متينة تقوم على الفهم المتوازن للواقع الاقتصادي والاجتماعي.

تم نسخ الرابط