نقص التجهيزات وتأخر الإنقاذ.. شهادة طبيب تكشف كواليس غرق السباح يوسف محمد
في تطور لافت ومفاجئ، خرج عامر حسن، استشاري طب القلب الوقائي وعضو الكلية الملكية لطب الأطفال ومجلس الإنعاش المصري، كاشفًا تفاصيل جديدة ومثيرة عن اللحظات الأخيرة في حادث غرق طفل السباحة يوسف محمد، وذلك خلال منشور نشره عبر «فيسبوك».
تفاصيل الحادث
وكتب حسن شهادته حول تفاصيل الحادث: «السلام عليكم و رحمة الله و بركاته، دي شهادتي في حادث غرق السباح يوسف محمد رحمه الله كشاهد عيان و طبيب مشارك في انعاش الطفل حول حرم حمام السباحة و حتى تحرك عربة الاسعاف و هتكلم على قد ما اقدر بالعامية بدون استخدام مصطلحات طبية مع العلم ان اي طبيب متخصص هيفهم بسهولة كلامي لكن انا عايز كمان غير المتخصص يبقى فاهم».
المنشور……..
https://www.facebook.com/share/p/1BisRvEV5v/
وأضاف: «نا كنت حاضر البطولة يوم الثلاثاء 2 ديسمبر كولي امر سباحة في نادي سموحة و في انتظار اخر سباقات البطولة سباق تتابع 4 100 للبنات وكنت قاعد فوق السلم الحديد الي بيخرج من مدرجات حمام السباحة ناحية مدرج حمام الغطس لمتابعة تسخين سباحات النادي
بعد ما السباحات خرجوا من حمام الغطس بدات اتحرك ناحية مدرجات السباحة و وقتها لقيت احد الغطاسين بينط في الحمام و بعد ثواني لقيته طالع من الماية وشايل يوسف».
وتابع: «انا جريت ناحية السور بين مدرجات الغطس و السباحة و اتزحلقت عليه عشان انزل بسرعة و احاول اشارك في انقاذ الولد، على ما وصلت كان طبيب الاسعاف بدا انعاش قلبي رئوي و شاركته انا واحدى السيدات الفاضلات (كانت ترتدي زي النادي الاهلي و اظن انها تم تدريبها على الانعاش القلبي الرئوي للكبار) وتشاركنا في انعاش الولد انا بدي له تنفس صناعي بالفم والدكتور بيعمل ضغط على القلب لحين وصول المسعف ب(ماسك و امبو ) ليتسلم مني التعامل مع مجرى التنفس للطفل واتسلم انا تنفيذ ضغط القلب بدلا من طبيب الاسعاف».
وأوضح: «على غير ما ذكر بمواقع التواصل الاجتماعي تم توصيل الطفل بجهاز الصدمات الكهربية الالي AED و الجهاز وقتها مطلبش تنفيذ صدمة كهربية وانا وقتها كنت جنب الجهاز و سامعه بصعوبة وسط الهياج الي حصل في جوار حمام السباحة والمدرجات».
وواصل حديثه: «وبعد ما تم تنفيذ 4 دورات انعاش مدة كل منهم دقيقتين اتطلب خلالهم انبوبة قصبة هوائية وادرينالين واسطوانة اكسجين محمولة وللاسف مافيش حاجة من دول كانت متوفرة قرر طبيب الاسعاف نقل الولد لاقرب مستشفى عشان يتم انعاشه في ظروف وامكانيات افضل وبالفعل شيلناه على النقالة لحد عربية الاسعاف الي اتحركت مباشرة وفيها طبيب الاسعاف و 2 مسعفين ومدرب السباح يوسف».
واستكمل: «رفضوا ركوبي لعدم توافر مكان و في نفس الوقت الي كانت الاسعاف بتتحرك وصلت والدته لعربية الاسعاف (ده يبين طول المسافة و الوقت من المدرجات عشان تنزل لمكان الاسعاف ده لو بتجري زي ام قلقانة على ابنها)واتحركت الاسعاف حتى بدون ما تاخد والدة يوسف الله يرحمه و يغفر له و يصبر اهله».
وكشف: «انا اتاخرت في كتابة شهادتي دي عشان اقدر ارتب افكاري في ما هو ات بدون التعليق على تنظيم البطولة لكن هتكلم على المكان نفسه والعوامل الي للاسف كلها مكانتش في صالح يوسف الله يرحمه، بطولة بالحجم ده بيحضرها للمنافسه بين 700 ل 1000 سباح يوميا بالاضافة لمدربينهم واولياء الامور مش كافي لتامينهم عربية اسعاف واحدة و دكتور و 2 مسعفين، عربية الاسعاف كانت واقفة في الممر الخارجي لحمامات السباحة على مسافة متقلش عن 150متر من مكان انعاش السباح، مافيش ادوات انعاش (اطفال) او اسطوانه اكسجين محمولة في عربية الاسعاف لكن الاكسجين موجود في عربية الاسعاف built in».
وتابع: «كان ممكن عربية الاسعاف تتحرك من مكانها وتيجي قدام باب حمام الغطس ده كان هيختصر وقت في نقل الطفل للعربية قضاه بدون انعاش، مافيش عيادة او مكان مجهز في حرم الحمام للتعامل مع اي حالة طارئة والاعتماد الكامل على عربية الاسعاف».
ولفت إلى: «عدم انتباه الحكام و المنقذين على حمام السباحة ان في سباح مخرجش من الماية هو ذنب لا يمكن غفرانه او الاعتذار عنه و يجب محاسبة كل المسؤولين عن التنظيم و الانقاذ، المفروض زي ما بنتمم ان في 10 نزلوا الماية نتاكد ان العشرة طلعوا قبل ما السباق الي بعده يبتدي، ده سبب ان اكتشاف غرق السباح الله يرحمه تم بعد ما لا يقل عن 8 ل 10 دقايق قضاهم الطفل في الماية و الي اكتشف ده تالت سباح في سباق محاولة تحطيم رقم تتابع الاولاد».
وأشار بقوله إلى: «درجة حرارة الماية الدافية و انه غرق بعد مجهود رياضي لوحده من الحاجات الي للاسف مكانتش في مصلحته اثناء الانعاش لانها هتزود احتياج جسم الطفل للاكسجين و تزود درجة (حمضية) الدم».
وأكد: «إضائة حمام السباحة نفسه مكانتش مضائة (او مالوش اضائة) و الحمام كان منور بالمصابيح الخارجية و مصابيح المدرجات ده خلى المنطقة جنب لوحة لمس الاوميجا (مكان ما السباح بينهي السباق) شبه مظلمة و الرؤية فيها صعبة».
واختتم شهادته قائلا: «لا يسعني الا ان اقول لا حول و لا قوة الا بالله، انا لله و انا اليه راجعون، ربنا يرحمك يا ابني ويصبر اهلك و يربط على قلوبهم.. اسالكم الدعاء للسباح البطل يوسف محمد بالرحمة و لاهله بالصبر والسلوان».