عاجل

عودة طقوس البشعة إلى الواجهة بعد انتشار فيديو فتاة اتهمت بالخيانة

أسماء الكردي
أسماء الكردي

قدمت أسماء الكردي مذيعة أخبار نيوز رووم تغطية عن عودة  تقليد البشعة إلى دائرة الجدل في مصر بعدما انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لفتاة تخضع لهذا الطقس القبلي القاسي، في محاولة لإثبات براءتها من اتهامات تتعلق بالشرف وجهت إليها من زوجها. 

المقطع الذي أظهر المبشع وهو يطلب من الفتاة تمرير أداة معدنية محماة على النار فوق لسانها، أثار تعاطفًا واسعا وغضبًا أكبر تجاه استمرار ممارسات تعتبر مهينة وخطرة وغير قائمة على أي أساس علمي أو قانوني.

ما هي البشعة؟

البشعة تقليد بدوي قديم ارتبط بالمجتمعات القبلية في سيناء وبعض محافظات الصعيد، ويستخدم للفصل في النزاعات، خصوصًا في قضايا السرقة والشرف، حيث يقوم “المبشع” بتسخين قطعة حديد حتى الاحمرار، ثم يطلب من المتهم مد لسانه ولمس الحديد الساخن.

يعتقد مؤيدو هذه الممارسة أن لسان الصادق يظل رطبًا فلا يتأثر بالنار، بينما يحترق لسان الكاذب لأنه يكون جافًا من الخوف.

ورغم أن الفكرة قائمة على اعتقاد نفسي رمزي، فإنها لا تستند إلى أي دليل واقعي، إذ يتعرض أي شخص للمس الحديد الساخن إلى حروق مهما كان صادقًا.

آلية تنفيذ الطقس

تبدأ الجلسة عادة بعقد مجلس عرفي بحضور الطرفين، يليها أداء قسم على الصدق، ثم يقوم المبشع بتسخين الحديد حتى يصبح أحمر اللون، ويُطلب من المتهم لعقه 3 مرات، بعدها يعلن المبشع إما البراءة إذا لم تظهر آثار حروق، أو الإدانة إذا بدا على اللسان أي أثر للاحتراق.

ومع أن هذا الطقس ينظر إليه عند بعض القبائل باعتباره وسيلة تحقيق للعدل، فإن كثيرين يرونه شكلاً من أشكال الإيذاء الجسدي والنفسي، وقد يؤدي إلى ضرر دائم.

البشعة بين القانون والمجتمع

في المجتمع يرى البعض أن البشعة وسيلة ضغط نفسي تردع المجرمين وتجبر الكاذب على الاعتراف، فيما يعتبرها آخرون أداة قسرية تُمارس غالبًا على الأضعف، وبخاصة النساء، دون ضمانات أو عدالة حقيقية.

أما من الناحية القانونية، فلا يعتد بالبشعة أمام القضاء المصري، وتصنف ضمن ممارسات العرف التي لا ترتقي إلى مستوى الدليل أو الاعتراف الرسمي، بل تُعد نوعًا من الإيذاء قد يعاقَب عليه القانون.

حكم الدين في البشعة

أكدت دار الإفتاء المصرية أن البشعة محرمة شرعًا، معتبرة أنها نوع من التعذيب الذي لا أصل له في الشريعة، وأن إيذاء الإنسان - مهما كان الخلاف أو الاتهام - لا يجوز شرعًا ولا يُعد دليلًا على صدق أو كذب.

وشددت على أن الحسم في النزاعات يجب أن يكون عبر القضاء العادل، لا عبر طقوس الإيذاء أو الإذلال.

وبينما يستمر الجدل حول واقعة الفتاة تتجدد الدعوات لوقف هذه الممارسات بشكل نهائي، وحماية الكرامة الإنسانية، خصوصًا للنساء اللواتي يجدن أنفسهن عرضة لطقس قاس لا علاقة له بالعدل أو الحقيقة.

تم نسخ الرابط