لماذا أعادت إسرئيل فتح ملف التهجير الآن رغم انتهاء أزمة الرهائن؟.. محلل يجيب
قال نعمان توفيق العابد، المحلل السياسي الفلسطيني والباحث في العلاقات الدولية، إن حكومة بنيامين نتنياهو لا تؤمن حتى هذه اللحظة بتطبيق أي اتفاق سابق، سواء اتفاق قمة شرم الشيخ أو أي اتفاقية أخرى تهدف إلى وقف العدوان وتحقيق السلام.
التطهير العرقي والتهجير.. سياسة إسرائيلية ضد الفلسطينيين
وأضاف العابد في تصريح خاص لموقع "نيوز رووم"، أن هذه الحكومة تقوم على أفكار التطهير العرقي ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية، من خلال الاستيطان والاحتلال والتهجير، محاولين إفراغ الأرض الفلسطينية من أصحابها الأصليين واستبدالهم بالمستوطنين الإسرائيليين.
وأوضح المحلل السياسي الفلسطيني، أن هذه الحكومة لا تفهم معنى السلام، فبالنسبة لها، السلام يعني مزيدًا من إراقة الدم الفلسطيني، وتضييقًا أكبر على الشعب الفلسطيني سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية، بهدف تحقيق أهدافها الاستراتيجية، باستخدام القوة أولًا، وإذا لم تنجح القوة، يمكن اللجوء إلى قوة أشد.
فشل تل أبيب في الالتزام بالمرحلة الأولى من خطة ترامب
وأشار العابد إلى أن الحكومة الإسرائيلية لم تلتزم بالمرحلة الأولى من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، رغم التزام الفصائل الفلسطينية، وحاولت دائمًا خلق أعذار وفتح ملفات جديدة لتحريف النقاش عن استحقاقات المرحلة الثانية، مثل الانسحاب الكامل لقوات الاحتلال وإنهاء الحرب وإعادة الإعمار والحكم في غزة.
وأوضح أن الحكومة الإسرائيلية لم تعتمد خطة ترامب رسميًا، وعندما طرحت المعارضة الإسرائيلية الخطة في الكنيست، غاب الائتلاف الحاكم عن الجلسة، مما يطرح تساؤلات جدية حول إمكانية تنفيذ المراحل التالية للخطة وإنهاء العدوان.
نتنياهو يواصل السياسات التوسعية ويغيب عن تنفيذ الاتفاقات الدولية
واختتم نعمان توفيق العابد، حديثه بأن الهدف الأساسي من وجهة نظر الفلسطينيين والعرب والضامنين، وعلى رأسهم مصر، هو إنهاء العدوان والحرب نهائيًا، وقف التهجير، إعادة الإعمار، واستعادة الحكم في غزة، إلا أن حكومة نتنياهو لا تفكر في هذه الأمور ولا تسعى لتحقيقها، بل تواصل خلق ملفات جديدة لتمويه النقاش السياسي الحقيقي حول القضية الفلسطينية.
قيادي فلسطيني: الاحتلال أعاد فكرة التهجير لعجزه عن فرض أمر واقع جديد في غزة
ومن جانبه، أكد محمد علوش، عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني، أن إعادة طرح الاحتلال الإسرائيلي لفكرة تهجير الفلسطينيين إلى مصر عبر معبر رفح يكشف مرة أخرى جوهر العقلية الإحلالية التي تحاول تحويل العدوان على الشعب الفلسطيني إلى مدخل لفرض حلول قسرية تتعارض مع القانون الدولي وكل القيم الإنسانية.
وقال محمد علوش في تصريح خاص لموقع نيوز رووم، إن هذا الطرح لا يمثل مبادرة سياسية ولا مقترحًا إنسانيًا كما يحاول الاحتلال تصويره، بل هو محاولة واضحة لإعادة إنتاج مشروع التطهير العرقي، عبر خلق واقع إنساني ضاغط في غزة ودفع المدنيين للخروج من أرضهم تحت النار والحصار.
وشدد علوش على أن الشعب الفلسطيني، بكل فئاته وقواه الوطنية، يرفض بشكل قاطع أي مساس بحقه في البقاء فوق أرضه، ويرى أن هذه المخططات ليست سوى امتداد لمشاريع سابقة سقطت بفعل الوعي الوطني والتمسك بالثوابت.
