القصة الكاملة لفتح وغلق معبر رفح الحدودي بين مصر وإسرائيل
عادت قضية معبر رفح من جديد للنقاش، ولكن بمزاعم إسرائيلية هدفها ترويج الشائعات، وهي الأخبار التي نفتها القاهرة بشكل قاطع، وفي السطور التالية نستعرض القصة الكاملة.

القصة الكاملة لفتح وغلق معبر رفح الحدودي بين مصر وإسرائيل
بدأ الأمر في 14 أكتوبر الماضي، حينما ذكرت القناة 13 الإسرائيلية بأن سلطات الاحتلال الإسرائيلي في تل أبيب قررت عدم فتح معبر رفح، وذلك تحت مزاعم عدم قيام حركة حماس بتسليم بقية جثامين الرهائن المحتجزين الإسرائيليين.
وأكدت القناة العبرية أنه تم المصادقة على توصية الأجهزة الأمنية بفرض عقوبات جديدة على الحركة، على خلفية ما اعتبرته "انتهاكًا للاتفاق"، مشيرة إلى أن المعبر سيبقى مغلقًا، مع تقليص حجم الدعم الإنساني الموجّه إلى قطاع غزة إلى حين تسليم جميع رفات الرهائن القتلى.
وفي نفس اليوم، ذكرت القناة الـ13 العبرية نقلًا عن مصادر أمنية إسرائيلية، أنه لن يتم فتح معبر رفح الحدودي في الوقت الحالي، حتى في حال إعادة جثث الرهائن الإسرائيليين، موضحة أن المعبر يحتاج إلى تجهيزات فنية ولوجستية قبل استئناف عمله.
وأضافت القناة العبرية أن المستوى السياسي في تل أبيب قرر تقليص حجم المساعدات الإنسانية الموجهة إلى قطاع غزة بشكل كبير، بزعم أن حركة حماس لم تسلم جميع جثامين الرهائن حتى الآن.

نتنياهو يعلن غلق معبر رفح إلى أجل غير مسمى
في 19 أكتوبر، وأعلن مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن معبر رفح بين مصر وغزة سيظل مغلقا إلى أجل غير مسمى، مشيرا إلى فشل حماس في الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار.
وقال مكتب نتنياهو إن "إعادة فتح المعبر سيتم النظر فيها بناء على مدى قيام حماس بتنفيذ نصيبها في إعادة الأسرى، وتنفيذ الإطار المتفق عليه".
وخلال هذا القرارات الإسرائيلية، وقعت قبل قليل اشتباكات بين حركة حماس وقوات الاحتلال الإسرائيلي قرب معبر رفح الحدودي، وذلك بعد إعلان مكتب رئيس وزراء الاحتلال عن إغلاقه حتى شعار آخر.
وبحسب الإعلام العبري، فقد وقع انفجار في مركبة هندسية تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي في منطقة رفح، فيما يهاجم سلاح الجو أهدافًا لحماس في جنوب قطاع غزة؛ مع توقعات بأن تستمر الهجمات لمدة طويلة.
من جانبها، أكدت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة حماس، التزامها الكامل باتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، نافيةً علمها بأي اشتباكات تدور في مدينة رفح جنوب القطاع.
إسرائيل تدعي فتح معبر رفح من جانب واحد
زعم إسرائيل، يوم الأربعاء، أنها ستفتح معبر رفح الحدودي أمام سكان قطاع غزة للسماح لهم بالمغادرة إلى مصر، وذلك لأول مرة منذ توقيع الاتفاق قبل شهرين، حسبما بحسب "يديعوت أحرونوت".
ووفقاً للصحيفة العبرية، قال منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، إن المعبر سيُفتح خلال الأيام المقبلة لخروج السكان فقط، تنفيذا لاتفاق وقف إطلاق النار وتوجيهات القيادة السياسية، وذلك بموافقة القيادة السياسية أي بموافقة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي أوقف هذه الخطوة في الآونة الأخيرة بسبب التأخير في إعادة المختطفين.
وأوضح البيان أن خروج السكان سيكون ممكنا بالتنسيق مع مصر، بعد الحصول على موافقة أمنية إسرائيلية، وسيتم تحت إشراف وفد من الاتحاد الأوروبي، وذلك وفقاً لآلية مشابهة لتلك التي فُعّلت في يناير 2025.

مصر تنفي مزاعم إسرائيلية حول فتح معبر رفح لخروج الفلسطينيين من غزة
نفى مصدر مسؤول بالهيئة العامة للاستعلامات المصرية ما تم تداوله في بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن تنسيق لفتح معبر رفح خلال الأيام المقبلة للخروج من قطاع غزة.
وأوضح المصدر أن أي قرار بفتح المعبر سيكون للعبور في الاتجاهين، للدخول والخروج من القطاع، وذلك وفقًا لما جاء في خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
كما أكدت مصادر للقاهرة الإخبارية، الأربعاء، أن فتح معبر رفح في اتجاه واحد يكرس من عملية تهجير الفلسطينيين، وأن عدم تشغيل المعبر في الاتجاهين يخالف بشكل صريح خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأكدت المصادر أن مصر تؤكد التزامها بمقررات اتفاق وقف إطلاق النار بما فيها تشغيل معبر رفح في الاتجاهين لاستقبال الجرحى والمصابين.
رشوان: مصر ترفض تمامًا أي محاولات لتهجير الفلسطينيين ومعبر رفح سيادته مصرية
قال ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، إن ما نشرته بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن وجود تنسيق لفتح معبر رفح خلال الأيام المقبلة لخروج الفلسطينيين من غزة إلى الأراضي المصرية، مزاعم لا أساس لها من الصحة، موضحًا أن هذه الادعاءات تأتي في إطار ما اعتاده الجانب الإسرائيلي من ترويج معلومات غير دقيقة تتعلق بالحدود المصرية.
وقال رشوان، في مداخلة هاتفية مع الإعلامية نهى درويش ببرنامج "منتصف النهار" على قناة "القاهرة الإخبارية"، إنه لا يوجد أي شكل من أشكال التنسيق بين مصر وإسرائيل لفتح المعبر من الجانب الفلسطيني فقط، مؤكدًا أن مصر لم ولن تقبل بخروج الفلسطينيين من أراضيهم إلى الأراضي المصرية.
وأوضح أن مصر، منذ اندلاع حرب 7 أكتوبر 2023، فتحت معبر رفح من الجانبين وفق ضوابطها السيادية، حيث سمحت بدخول الجرحى والمصابين وأصحاب الحالات الإنسانية، وفي الوقت نفسه أتاحت لآلاف الفلسطينيين العالقين داخل مصر العودة إلى قطاع غزة.
وشدد على أن جميع الادعاءات الخاصة بتنسيق خروج الفلسطينيين إلى مصر غير صحيحة إطلاقًا، وأن مصدرًا مصريًا مسؤولًا أكد ذلك بوضوح.
وأشار رشوان إلى أن التهجير، سواء كان قسريًا أو طوعيًا، يمثل خطًا أحمر بالنسبة لمصر، تمامًا كأي تهديد يمس الأمن القومي، وهما الثابتان الرئيسيان اللذان تحكمهما السياسة المصرية تجاه القضية الفلسطينية.
نشر الشائعات حول فتح معبر رفح "ليس جديدًا"
وفي سياق متصل، قال رشوان إن نشر الشائعات حول فتح معبر رفح "ليس جديدًا" على الجانب الإسرائيلي، الذي لجأ إلى هذه الأساليب مرارًا منذ بداية الحرب، موضحًا أن الهدف من ذلك هو محاولة تحميل مصر مسؤولية الخطة الإسرائيلية المرفوضة دوليًا، التي تسعى لدفع الفلسطينيين إلى مغادرة أرضهم.
وأضاف أن إسرائيل تعلم جيدًا أن خطة ترامب التي وقّع عليها نتنياهو، برعاية مصرية وقطرية وتركية وأمريكية، تنص في بندها الثاني عشر على عدم إجبار أي فلسطيني على مغادرة القطاع، وضمان حق العودة لمن يخرج طوعًا.
وختم رشوان مؤكدًا أن مصر أوضحت موقفها بلا لبس: لا قبول بأي تهجير للفلسطينيين، ولا تعامل مع أي تحركات تمس الثوابت المصرية أو حقوق الشعب الفلسطيني، مشددًا على أن الهيئة العامة للاستعلامات نقلت هذه الرسالة بوضوح عن المصادر الرسمية المصرية.



