عباس شراقي لـ«نيوز رووم»: يستحيل تنفيذ مشروع منخفض القطارة الآن لهذه الأسباب
قال الدكتور عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا والخبير في الموارد المائية، إن الجدل المتجدد حول مشروع منخفض القطارة يستدعي توضيح الحقائق علميًا، خصوصًا بعد إعادة طرحه في النقاشات العامة رغم رفضه أكثر من مرة في السابق.
إنشاء قناة تصل بين البحر المتوسط ومنخفض القطارة
وأوضح شراقي، في تصريحات خاصة لـ نيوز رووم، أن هناك فكرتين رئيسيتين طُرحتا بشأن المشروع، الفكرة الأولى، وهي إنشاء قناة تصل بين البحر المتوسط ومنخفض القطارة بحيث تتدفق مياه البحر المالحة إلى داخله، ومع سقوط المياه يتم تركيب توربينات لتوليد الكهرباء على غرار السدود، لافتا إلى أن هذه الفكرة تعتمد على أن كمية المياه الوافدة من البحر تعادل الفاقد الناتج عن البخر، بحيث يظل المنخفض ممتلئًا، ما يعني تكوين بحيرة جديدة شبيهة ببحيرات مريوط والمنزلة.
مخاطر بيئية خطيرة
واستدرك أن هذا السيناريو يحمل مخاطر بيئية خطيرة، أبرزها احتمال تسرب المياه المالحة إلى الخزان الجوفي، وهو ما قد يسبب أضرارًا يصعب علاجها.
مد قناة من بحيرة ناصر أو من النيل
وأضاف أستاذ الجيولوجيا أن الفكرة الثانية: هي مد قناة من بحيرة ناصر أو من النيل – سواء عبر توشكى أو أسيوط – لتغذية منخفض القطارة بمياه عذبة، وتحويله إلى بحيرة داخلية يمكن أن تقوم حولها مشروعات زراعية وعمرانية، مشددًا على أن مصر لا تمتلك فائضًا مائيًا يسمح بملء منخفض ضخم مثل القطارة، مؤكدًا أن حصة مصر من النيل لم تزد منذ 1971، في وقت ترتفع فيه الاحتياجات المائية للمشروعات الحالية مثل الدلتا الجديدة والأراضي المستصلحة.
وأكد شراقي، أن المشكلتين الجوهرية في المقترحين هما: غياب دراسات جدوى اقتصادية وعلمية دقيقة يمكن الاعتماد عليها، وخاصة وأن حجم التكلفة الهائل، سواء لتنفيذ المشروع أو حتى لإجراء دراسات متكاملة له، والتي تحتاج إلى عشرات الملايين من الدولارات قبل اتخاذ أي قرار.
وأشار شراقي إلى أن ما يُطرح في بعض الأبحاث الأكاديمية مثل رسائل الماجستير والدكتوراه لا يمكن البناء عليه لبدء تنفيذ مشروع تبلغ تكلفته مليارات الجنيهات، موضحًا أن تلك الأبحاث تهدف للفت الانتباه وليس لتبرير قرارات ضخمة بهذا الحجم.
أنا لا أؤيد أيًّا من الفكرتين في الوقت الحالي
وقال شراقي بوضوح: "أنا لا أؤيد أيًّا من الفكرتين في الوقت الحالي، وأرى ضرورة غلق هذا الملف تمامًا"، مبررًا ذلك بأن الوضع الاقتصادي الراهن لا يسمح بالدخول في مشروع ضخم غير مضمون العائد، في وقت تحتاج فيه الدولة إلى توجيه مواردها لمشروعات قائمة بالفعل وتطالب بتمويل مستمر، مثل مشروع الدلتا الجديدة وتوسعات النقل والقطار الكهربائي ومشروعات البنية التحتية الكبرى.
طرح مشروع منخفض القطارة حديثًا للاستهلاك
وأكد الخبير في الموارد المائية أن إعادة طرح مشروع منخفض القطارة في الوقت الراهن يبدو "حديثًا للاستهلاك"، وليس مبنيًا على أسس علمية أو اقتصادية صلبة، مشددًا على أن التوقيت غير مناسب على الإطلاق، قائلًا:"علينا التركيز على إدارة مواردنا المائية المحدودة أولًا، واستكمال المشروعات القائمة، قبل التفكير في إنشاء نهر جديد يصب في منخفض القطارة".