الأوقاف: تعاون غير مسبوق لحماية المرأة.. ورسالة موحدة من المساجد والكنائس
أكد الدكتور أسامة رسلان، المتحدث باسم وزارة الأوقاف، أن المبادرة المشتركة بين المجلس القومي للمرأة ووزارة الأوقاف لمناهضة العنف ضد المرأة تأتي في إطار دعم الدولة للقيم الراقية التي تحمي المرأة وتصون حقوقها، مشيرًا إلى أن الإسلام أولى المرأة مكانة رفيعة في كل جوانب حياتها، وأن الوزارة حريصة على توظيف المنابر والخطب والدروس الدينية لنشر الوعي وتصحيح المفاهيم المغلوطة داخل المجتمع.
وأوضح خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية مروة شتلة ببرنامج "البيت" على قناة الناس، أن أي مناسبة عالمية أو محلية تحمل أهدافًا سامية ولا تتعارض مع ثقافة المجتمع، تحرص الوزارة على مساندتها، لافتًا إلى أن نجاح أي مبادرة يتطلب تعاونًا بين المؤسسات وليس العمل في جزر منعزلة، وهو ما يميز عمل الدولة حاليًا في ظل روح الجمهورية الجديدة.
وأشار «رسلان» إلى أن المجلس القومي للمرأة هو الجهة الأكثر اتصالًا بقضايا المرأة، بينما تمتلك وزارة الأوقاف شبكة واسعة من الأئمة والواعظات في جميع المحافظات، مؤكدًا أن التعاون بين الجهتين ضرورة لتحقيق أكبر تأثير، خاصة مع امتلاك كل منهما أدواته وخبرته في قراءة الواقع والتواصل المباشر مع المواطنين.
وأضاف أن وجود واعظة من الأوقاف، ومسؤولة من القومي للمرأة، وراهبة من الكنيسة، ورائدة ريفية من التضامن الاجتماعي في نشاط توعوي واحد، يقدم للمجتمع رسالة قوية بأن الدولة بمؤسساتها كافة متكاتفة لحماية المرأة ودعم قيم المحبة والتعايش والسلام، وأن الخطاب الديني يجب أن يأتي من قدوة حقيقية وليس مجرد وعظ نظري.
دور المنابر في رفع الوعي المجتمع
وتحدث «رسلان» عن دور المنابر في رفع الوعي المجتمعي، مشيرًا إلى أن أشكال العنف ضد المرأة لم تعد مقتصرة على الجسدي أو اللفظي، بل امتدت إلى العنف الإلكتروني، وهو ما يتطلب مواجهة فكرية من خلال المنابر، ومواجهة قانونية من خلال مؤسسات أخرى، ضمن شراكات ممتدة بين المساجد والمدارس والجامعات ومراكز الشباب وقصور الثقافة.
وكشف عن تدريب 60% من واعظات الأوقاف على قضايا العنف والظواهر الاجتماعية المنتشرة، ومنها مشكلة الغُرم وما تسببه من إرهاق للأسر في تجهيز البنات، مؤكدًا أن الوزارة تقدم نموذجًا عمليًا في عدم التمييز بين المرأة والرجل في التدرج الوظيفي ما دامت الكفاءة متساوية.
كما أشار إلى أن وزارة الأوقاف تضم 18 سيدة في مناصب قيادية تنفيذية، وللمرة الأولى تتولى سيدة منصب مساعدة وزير الأوقاف، وهي الدكتورة مروة ياسين، ابنة الدكتورة الراحلة عبلة الكحلاوي، معتبرًا أن وجودها يعزز قدرة الوزارة على التشبيك مع المجتمع المدني ورفع كفاءة الرسالة الدينية الموجهة للجمهور.