عاجل

جمعت ملايين الدولارات.. تنافس بين الشركات العالمية لحجب الشمس

حجب الشمس
حجب الشمس

تتنافس العديد من الشركات الأميركية العالمية على ابتكار تقنيات حديثة لحجب الشمس من أجل تبريد كوكب الأرض، لكن خبراء يحذرون من خطورة تلك المشاريع على حياة البشرية.وذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، الأربعاء، أن مجال الهندسة الجيولوجية الشمسية، أصبح مجالا للصناعة الخاصة، إذ جمعت العديد من الشركات الأميركية ملايين الدولارات من المستثمرين من أجل تطوير حلول لحجب الشمس.
ولكن هذه الاستثمارات أثارت جدلا واسعا، خصوصا بين العلماء، حول دور الشركات الخاصة في التلاعب بالأمن المناخي العالمي.
ويرى بعض الخبراء أن الشركات الساعية وراء الربح لا مكان لها في تطوير تقنيات تهدف إلى التأثير على جميع سكان الأرض، وقد يكون لها عواقب وخيمة غير مقصودة على أنماط الطقس العالمية، وقد ترفع معدلات التلوث والسرطان.
ولكن بعض مؤيدي هذه الفكرة يرون بأن شركات الناشئة يمكن أن تطور تقنيات قد تغير العالم بسرعة أكبر.
وفي السنوات الماضية، حاول أكاديميون القيام بتجارب خارجية لحجب الشمس في السويد وكاليفورنيا، لكن تلك المخططات ألغيت بسبب المعارضة.
حيث تُعرف هذه التقنية باسم "الهندسة الجيولوجية الشمسية"، وتقوم فكرتها الأساسية على نشر جسيمات عاكسة فى طبقة الستراتوسفير (الطبقة العليا من الغلاف الجوي) لمحاكاة تأثير البراكين الكبيرة التى تطلق الرماد وتعكس بدورها بعض أشعة الشمس، مما يؤدى إلى تبريد مؤقت للأرض.

فى مشهد يبدو مستوحى من روايات الخيال العلمى، تقدم شركة ناشئة فى كاليفورنيا تُدعى "ميك صن سيتس" (Make Sunsets) لعملائها - الذين يبلغ عددهم ألف شخص - فرصة "شراء" رصيد لتبريد الكوكب مقابل دولار واحد، مقابل هذا المبلغ، تقوم الشركة بإطلاق بالونات تحمل كميات صغيرة من ثانى أكسيد الكبريت فى الغلاف الجوى، يقول مؤسس الشركة، لوك آيزمان، أنه مستوحى من رواية "صدمة الإنهاء" للمؤلف نيل ستيفنسون، ويصرح بأنه سيكون "سعيدًا" بمساعدة ملياردير يرغب فى تنفيذ الخطة على نطاق واسع حتى لو حظرتها الحكومات، قائلًا: "لا أجد طريقة أفضل لقضاء السنوات القليلة القادمة".

استثمارات ضخمة ووعود جريئة

بينما تبقى تجارب "ميك صن سيتس" محدودة النطاق، تبرز شركة منافسة ذات طموح وتمويل أكبر بكثير، هى "ستاردست ماتيريالز" (Stardust Materials)، جمعت هذه الشركة، التى أسسها فيزيائيون، ما يقرب من 75 مليون دولار من مستثمرين كبار، وتزعم أنها تطور جسيمًا عاكسًا جديدًا أكثر أمانًا من ثانى أكسيد الكبريت، وعدت بعدم نشره إلا بالتعاقد مع حكومات، على أن تكون جاهزة للتطبيق بحلول نهاية العقد.

معارضة شديدة ومخاوف من "عواقب كارثية"

وقد أثار صعود هذه الشركات الخاصة عاصفة من الانتقادات من علماء المناخ والبيئة والمشرعين، حيث يحذر العلماء من عواقب غير مقصودة قد تشمل اختلال أنماط هطول الأمطار العالمية (مثل إحداث جفاف فى بعض المناطق)، وإلحاق الضرر بطبقة الأوزون، أو زيادة مخاطر تلوث الهواء والأمراض التنفسية.

تم نسخ الرابط